يصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى كوبا اليوم الأحد في زيارة تستمر 48 ساعة صانعا التاريخ بدخول بلد كان يعتبر معاديا وإثارته الحماسة بين الكوبيين الذين شهدوا حكومتهم الشيوعية تذم عشرة زعماء أمريكيين سابقين.
والزيارة هي الأولى التي يقوم بها رئيس أمريكي منذ 88 عاما ولم يكن حدوثها ليرد على الأذهان قط لولا موافقة الرئيس الكوبي راؤول كاسترو في ديسمبر عام 2014 على إنهاء التباعد الذي بدأ عندما أطاحت الثورة الكوبية بحكومة موالية للولايات المتحدة عام 1959.
وانتشر أفراد الشرطة بزي مدني في مختلف أرجاء المدينة في حين انشغل عمال الأشغال العامة برصف الطرق في مدينة يسخر السائقون فيها قائلين إن عليهم المناورة لتجنب الحفر في شوارعها.
وعلقت لافتات الترحيب التي تضم صور كاسترو مع أوباما في هافانا القديمة حيث سيقوم أوباما بجولة بعد ظهر يوم الأحد بعد فترة وجيزة من وصوله.
ومنذ بدء التقارب استعادت الدولتان العلاقات الدبلوماسية ووقعتا اتفاقات تجارية في مجال الاتصالات ورتبتا رحلات طيران وعززتا التعاون فيما يتعلق بتنفيذ القانون وحماية البيئة.
وقالت إيلينا جونزاليس وهي مدرسة تبلغ من العمر 43 عاما «أوباما كان شجاعا في موافقته على إقامة علاقات مع كوبا».
ومازالت خلافات كبيرة قائمة خاصة ما يتعلق بحظر مفروض على كوبا منذ 54 عاما. وطلب أوباما من الكونجرس إلغاءه لكن قيادة الجمهوريين أوقفت ذلك. واستخدم أوباما بدلا من ذلك سلطاته التنفيذية في تخفيف القيود على التجارة والسفر.
وتشكو كوبا كذلك من استمرار احتلال قاعدة بحرية أمريكية بخليج جوانتانامو والذي قال أوباما أنه أمر غير مطروح للنقاش إضافة إلى دعم الولايات المتحدة لإذاعة وبرامج تلفزيونية منشقة ومناهضة للشيوعية تبث إرسالها في كوبا.
وقال إليانا فالديس (55 عاما) وتعمل ممرضة «هناك سنوات عديدة من عدم الثقة ونحن لن نغير نظامنا وقيمنا.» وأضافت «ولكن يتعين تأكيد أنه لم يعد هناك غزو».
وينتقد الأمريكيون بدورهم حكم الحزب الواحد وقمع المعارضين السياسيين. واعتقلت الشرطة الكوبية لفترة وجيزة أكثر من 200 ناشط في الأيام القليلة السابقة على الزيارة.
ويتهم المنتقدون أوباما بتقديم الكثير من التنازلات مقابل القليل الذي تقدمه حكومة كوبا وبأنه يستغل الزيارة للحصول على هتافات نصر سابقة لأوانها.
وليس من المتوقع إحراز تقدم يذكر فيما يتعلق بالقضايا الرئيسية عندما يجتمع أوباما وكاسترو يوم الاثنين أو على عشاء رسمي في مساء يوم الاثنين ايضا.
وستركز الأضواء بدلا من ذلك على كلمة أوباما التي سيعرضها التلفزيون في بث مباشر يوم الثلاثاء الذي سيلتقي فيه كذلك مع معارضين ويحضر مباراة بيسبول بين الفريق الوطني الكوبي وفريق تامبا باي رايز.
وقال باربارو إتشيفاريا (28 عاما) وهو طالب طب «الأزمان تتغير وهو أمر عظيم أن تكون لنا علاقات مع الولايات المتحدة رغم أنهم مازالوا يفرضون الحظر، لكن لا يمكننا أن نعلق كل مشكلاتنا على الحظر».
وليس من المقرر أن يلتقي أوباما مع الرئيس المتقاعد فيدل كاسترو (89 عاما) لكن المسؤولين يذكرون الكوبيين «بزعيمهم التاريخي» بنشر صور في صحيفة جوفينتود ريبلدي لكاسترو جالسا على مقعد متحرك في لقاء مع نيكولاس مادورو رئيس فنزويلا