فتاةٌ في السادسة من عمرها، تعاني التوحّد الشديد ، لم تجد في عالم البشر من يفهمها، فاختارت لنفسها صديقةً من عالمٍ آخر، يتفوّق عليه البشر بعقولهم، لكن ربما لدى أفراده قدرةً على فعل مالا يقدر البشر أنفسهم عليه بعقولهم النيّرة!.
تلازمها قطتُها كظلّها، تسبح معها، تلعب معها، تنام بقربها، وتقضيان يومهما كلّه سويّةً، ساعدتها في التغلّب على خوفها من الماء، وحرّرت صوتها المقيّد داخلها لتبوح بخلجات روحها، وتعود للتواصل مع حاضرها مجدّداً.
“إيريس غريس هالمشو” من ليسترشير، الفنّانة الموهوبة، والتي يصل سعر لوحاتها إلى 1500 £، أحبّت صديقتها الجديدة لدرجة جعلتها تبحث عن صوتها، الذي لم تنتبه قبلاً أنها لا تمتلكه، ربّما لأنها لم تحسّ يوماً بالحاجة إليه!.
وبحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية، يقول والدا إيريس أنها بدأت بالكلام، بعد أن أحضرا القطة إلى المنزل قبل عامين، وكان الأطباءُ أكّدوا أنه ربما لن تنطق الطفلة في حياتها، ومنذ ذلك الوقت وهي لا تفارقها، حتى أصبحت القطة “موغي”، فرداً من أفراد العائلة، تشاركهم جلساتهم، ورحلات القارب، وركوب الدراجة.
وكانت الطفلة التي تلقّت تعليمها منزلياً، بدأت برسم لوحاتٍ لمناظرَ طبيعيّة، تحاكي لوحات “مونت” المذهلة، منذ أن كانت في سن الثالثة، بعد أن قرّرت الأم ” أرابيلا كارتر جونسون ” أن تُخضع ابنتها إلى دوراتٍ فنّية، تساعدها على تحسين تركيزها وتحفيز قدراتها اللغوية، لتتنبّه فيما بعد إلى الموهبة المذهلة التي تتمتع بها طفلتها الصغيرة!.
وبعد ذلك حاولت الأم توظيف الحيوانات، للاستفادة منها في مساعدة إيريس على النطق، وبدأت بالخيول التي لم تستطع إحداث تغييرٍ واضح في حالة ابنتها، ثم قررت شراء القطة التي عثرت عليها صدفةً على الإنترنت.
وفضلاً عن تتبّع لوحاتها الرائعة، أصبح متتبعوا الطفلة على وسائل التواصل عبر الانترنت ينتظرون بشوقٍ أخبار مغامراتها مع قطتها، التي أصبح لها شانٌ وتأثيرٌ كبير في أعمال إيريس الفنية.
تقول والدة إيريس: “عندما كنا نذهب إلى الأطباء كي يشخّصوا مدى سوء حالة إيريس، كانوا يبدون لنا يأساً واضحاً من حالتها، ويقولون أنها تعاني من درجةٍ عالية من التوحد، وربما لن تتمكن من النطق أبداً، ولا سبيل لها للتواصل وبناء العلاقات مع محيطها، كما بقيّة الأطفال في عمرها، لكن دخول القطة في حياتها، أحدث تغييراً جذرياًّ بالنسبة لإيريس، حيث أصبحت تبحث عن مفرداتٍ تتواصل بها معنا، لتخبرنا عن أشياء تتعلق بقطتها، وبدات بألفاظ مثل “القطة مريضة”، وكانت تعطي قطتها تعليماتٍ لتنفّذها”.