ميديا ليكود في الولايات المتحدة ومواقع إلكترونية صهيونية هاجمت باراك أوباما بحدة وشدة، زاعمة أنه ينتقد «حليفة» للولايات المتحدة وهي تتعرض لهجمات إرهابية.
الإرهاب هو إسرائيل، وكل مَنْ يدافع عنها إرهابي مثلها، والرئيس أوباما قال جزءاً من الحقيقة في انتقاد موقف إسرائيل من عملية السلام. أما الهجمات الفلسطينية، بسكين مطبخ، على المستوطنين وجيش الاحتلال فواجب لتحرير الأرض. مرة أخرى، المناضلون الفلسطينيون حركة تحرر وطني وجيش الاحتلال والمستوطنون غزاة مجرمون. وقرأت هجوماً في مجلة ليكودية أميركية على الرئيس محمود عباس. أقول إن حذاءه القديم أشرف منهم جميعاً.
المساعد أو المعين في ما سبق عندي مَثل عليه اليوم هو قانون في مجلس شيوخ ولاية فلوريدا، أرسِل إلى حاكم الولاية للتوقيع، يمنع مساعدة أي وكالة حكومية تشارك في مقاطعة إسرائيل.
هذا يعني أن برلمان فلوريدا يؤيد الاحتلال وجرائم حكومة فاشستية إسرائيلية ضد أهل الأرض الوحيدين. فلوريدا انتخبت ماركو روبيو ممثلاً لها في مجلس الشيوخ الأميركي، فأقترح أن تكتفي بالسياح والهاربين من كوبا، مثل روبيو، وتترك السياسة لأهلها.
الولايات في الجنوب الأميركي تُعرَف بحزام التوراة، فهي تضم تبشيريين ضالين مضللين يؤمنون بالتوراة.
في المقابل، الكنائس المسيحية كلها في فلسطين المحتلة لها موقف واحد مع دار الإفتاء يعارض الاحتلال. وغالبية من الكنائس الأميركية لها موقف مماثل، فأقرأ عن مؤتمر يُعقَد مرة كل سنتين في بيت لحم، وهو يضم هذه السنة حوالى 600 كاهن من حول العالم، تحت شعار «المسيح على حاجز أمني». المؤتمر هذه السنة سيدرس «معارضة الأناجيل التطرف الديني».
وكتبت غير مرة عن حملات بدأت في الجامعات الأميركية وهي تلف العالم اليوم شعارها «مقاطعة وسحب استثمارات وعقوبات» على إسرائيل، فلا أعود اليوم وإنما أقول إن العالم كله يكره إسرائيل. وفي بريطانيا اختيرت البارونة رويال للتحقيق في مزاعم عن عداء أعضاء في نادي أكسفورد العمالي لإسرائيل، غير أن جيني فورمبي، المديرة التنفيذية لأكبر اتحاد عمالي في بريطانيا، احتجت وقالت إن البارونة رويال عضو في جماعة «العمال أصدقاء إسرائيل» ثم قررت فورمبي الاستقالة احتجاجاً.
الكاتب في «نيويورك تايمز» روجر كوهن، واسمه يدل على أنه يهودي، كتب مقالاً عن لا ساميّة اليسار، وأشار إلى نادي أكسفورد العمالي. إذا كانت هناك لا ساميّة، فسببها الأول والأهم هو جرائم إسرائيل. لولا حكومة بنيامين نتانياهو لما كنا قرأنا عن عودة اللاساميّة إلى أوروبا، وإلى الجامعات في كل بلد غربي.
الجامعات حول العالم تحيي برنامج أسبوع أبارتهيد إسرائيل هذه الأيام. الأسبوع بدأ في بريطانيا في آخر الشهر الماضي، وانتقل إلى أوروبا في الأسبوع الأول من هذا الشهر، ثم فلسطين وجنوب أفريقيا، والعالم العربي بين 6 و26 آذار (مارس) هذا، وبعد ذلك الولايات المتحدة بين 27/3 و3/4، وأميركا اللاتينية بين 10 و24/4، ثم كندا.
أرجو من القارئ أن يراجع معي: الكنائس ضد إسرائيل وطلاب الجامعات ضد إسرائيل، وهناك حملات شعبية تلف العالم وتدين إسرائيل، مَنْ يبقى لها؟ الكونغرس الأميركي الذي اشتراه اللوبي بالدولار. الكونغرس، بتأييده إسرائيل، يدين نفسه.