بحلول عام 2100 سيصل عدد سكان القارة الإفريقية إلى 4.4 مليار شخص، أي 4 أضعاف سكانها الحاليين، ما يعني أن هذه الزيادة ستشكل تحديات كبيرة للقارة، فيما أحصت الأمم المتحدة 71 مدينة إفريقية يبلغ عدد سكانها أكثر من 750 ألف نسمة، تفتقر إلى البنية التحتية، وتتميز هذه المدن بنمو عدد سكانها بوتيرة غير مسبوقة.
قال موقع أوول أفريكا، إن الأمم المتحدة حذرت من أن القارة لا تزال ترزح تحت وطأة النمو المصحوب بالفقر في المناطق الحضرية الضخمة والعديد من المشاكل الاجتماعية الأخرى، مما يعني أن مسارات التنمية التي تتبعها الدول الإفريقية منذ الاستقلال قد لا تكون قادرة على الوفاء بتطلعات التنمية البشرية على نطاق واسع وتوفير الرخاء للجميع، مضيفا أن التحدي الرئيسي لإفريقيا الذي سيظهر خلال العقود القادمة هو النمو السكاني الهائل، حيث سيتوجب على القارة مواجهة الفقر.
تضاعف عدد سكان القارة في النصف الثاني من القرن العشرين أربع مرات تقريبا منذ 50 عاما، بما في ذلك دول مثل كينيا والكونغو أعلى نسبة نمو في عدد السكان.
تُعد إفريقيا حاليا أسرع القارات نموا في العالم، مع ناتج محلي إجمالي متوقع أن ينمو بنسبة 6% سنويًا على الأقل حتى عام 2023، ورغم أن دول مثل نيجيريا وجنوب إفريقيا ومصر تتمتع بثروات طبيعية كثيرة، تعتبر القارة موطن لثلاثة أرباع السكان الأكثر فقرا في العالم.
ويسلط مشروع بورجن، المخصص لمعالجة الفقر في إفريقيا، الضوء على بعض التحديات الرئيسية، وتمثل في أن واحدا من كل ثلاثة أشخاص يعيشون في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى يعانون من سوء التغذية.
كما أن هناك حوالي 589 مليون شخص يعيشون دون كهرباء في إفريقيا، وهناك واحدة من كل خمس نساء إفريقيات تمكنت من إكمال التعليم، وهناك أكثر من مليون شخص يموتون من الملاريا كل عام معظمهم من الأطفال تحت سن الخامسة.
إفريقيا واستغلال النمو السكاني
وتساءل أوول أفريكا، هل يمكن لإفريقيا استغلال نموها السكاني الهائل من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية؟، واستثمار هذه الثروة لتحسين ظروف المعيشة؟، كما أن الفقر في القارة آخذ في الازدياد، حسب إحصائيات البنك الدولي.
وحذر خوان كلوس، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، في وقت سابق من أن التحدي الأكبر لإفريقيا سيكون النمو السكاني المتزايد مع الفقر على نطاق واسع.
لاجوس نموذجا
تعتبر العاصمة النيجيرية حاليا أكبر المدن في إفريقيا ويبلغ عدد سكانها 13 مليون نسمة، لكن هذا الرقم سيزيد بأكثر من 6 ملايين خلال السنوات العشر المقبلة.
هذا النمو يفرض سلسلة من التحديات التي تواجه المسؤولين الحكوميين، لا سيما وأنهم غير قادرين على تلبية مطالب السكان الحاليين، فكيف سيكون التعامل مع عدد هائل من السكان خلال السنوات المقبلة؟
خطط كينيا
الحكومة الكينية تقوم ببناء المجمعات السكنية القريبة لينتقل إليها السكان من حي كيبرا، وتتجه الحكومة للاستثمار في الأحياء الفقيرة، لمنعها من أن تصبح مناطق عصية على التنمية، لذا تعتبر عملية تطوير العشوائيات عبر البرامج الحكومية أحد أبرز السبل التي تتبعها السلطات المحلية لتحسين ظروف المعيشة تدريجيا.