الجنس الرابع هو عبارة عن كائن بشري يجمع بين خصائص المرأة والرجل من حيث الشكل والطبع والميول الجنسية، ويعتبر هذا التعريف اجتهادًا منا لأنه لم تظهر إلى حد الآن دراسات علمية تفسّر هذه الظاهرة، فما يزال التصنيف المعمول به هو الذكر/الرجل والأنثى/المرأة، ثم الجنس الثالث وهو إما ذكر مخنث أو أنثى مسترجلة، وهو الصنف الذي عمل العصر على مسايرته بإنتاج المتحولين جنسيًا.
لكن يبدو أننا نعيش بدايات ظهور جنس رابع من بني البشر، يجسّده من المشاهير المغنيين النمساوي “كونشيتا يورست” والبلغاري “أزيس”، أو المغنيتين، فعلى اللغة أن تجد في المستقبل القريب حلا للتعامل مع الجنس الرابع.
ولمع اسم “كونتشيتا يورست” بعد فوزها بمسابقة الأوروفيجن سنة 2014، فأعجب الجمهور ولجنة الحكم بصوتها وأدائها، كما انبهروا بهذا الشكل الجديد من البشر، وأطلقوا عليه/عليها اسم “المرأة الملتحية”.
وكان يدعى في الأصل “توماس نيورث”، مثلي نمساوي اختار أن يتشبه بالمرأة، لكنه – حسب بعض تصريحاته القديمة – أحس بداخله بوجود بعض الذكورة ، فقرر بعد طول تفكير أن يصبح رجلا وامرأة في نفس الوقت.
إلا أن “توماس نيورث” تبنى خطابا آخر إثر الانطلاقة الصاروخية لمسيرته الفنية، خصوصا بعد استدعائه للغناء في البرلمان الأوروبي، مفاده أنه عانى كثيرًا من التمييز في مراهقته، فقرر أن يخلق شخصية “كونشيتا” السيدة الملتحية، كتعبير عن التسامح والتقبل، وتحوّل إلى مدافع كبير عن حقوق المثليين في العالم، يشارك في المحافل الدولية حتى داخل الأمم المتحدة، حيث التقى بأمينها العام “بان كي مون“.
أما البلغاري “فاسيل ترويانوف بويانوف” المعروف بـ”أزيس” فهو مثلي، يحب التشبه بالنساء كنوع من التميز، وقد وفر له هذا الشكل – إضافة إلى موهبته الفنية – شهرة كبيرة في بلاده وعلى المستوى العالمي.
وعند تناول موضوع الجنس الرابع يُطرح بإلحاح السؤال التالي: هل يمكن اعتبار دعوة البرلمان الأوروبي لـ”كونشيتا يورست” واستقبال “بان كي مون” لها بداية اعتراف دولي بهذا النوع الجديد من البشر؟.