“يوم نصفه أبيض ونصفه الآخر أسود”.. فالكثير من أبناء الشعب المصري يستقبلونه بفرحة عارمة، بينما يعتبره البعض يوم شؤم فيسعون خلاله إلى إفساد الفرحة وإثارة الزعر والخوف في النفوس بغرض الثأر لمن ماتوا أو قتلوا في ذلك اليوم.
هو فض اعتصام ميداني رابعة العدوية والنهضة، حيث أعيدت فيه هيبة الدولة المصرية بعد أن كادت جماعة الإخوان أن تضيعها بأفعالها الإجرامية وأعمالها الإرهابية، وتحل اليوم ذكراه الثانية ليحتفل الآلاف من المصريين بالتخلص من الجماعة وقياداتها وأنصارها، بينما يسعى مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي إلى التدمير والتخريب وافتعال أعمال الشغب التي من شأنها تعكير صفو هذا اليوم.
صافرة بدء فض الاعتصام
بعد 45 يومًا من احتلال أنصار جماعة الإخوان الإرهابية لميداني رابعة العدوية بمحافظة القاهرة ونهضة مصر بمحافظة الجيزة وبعض الميادين الأخرى، تقرر فض اعتصامهم، ففي السابعة إلا ربع صباح الأربعاء 14 أغسطس 2013، بدأ تحرك قوات الشرطة والجيش تجاه المعتصمين في ميداني رابعة العدوية بالقاهرة وميدان نهضة مصر بالجيزة وأغلقت الطرق المؤدية إليهما، وصاحبت القوات جرافات للعمل على إزالة الحواجز التي وضعها المعتصمون.
وقبل بدء فض الاعتصام، أعلنت الشرطة أنها ستوفر ممرات آمنة لخروج المعتصمين، وتبع ذلك في الثامنة صباحًا إطلاق كميات كبيرة من القنابل المسيلة للدموع، وفي التاسعة صباحًا تقدمت قوات الشرطة لفض اعتصام ميدان نهضة مصر أولًا، وصاحبت الشرطة مجموعات ارتدت الزي المدني أزالت الخيام واللافتات المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي، وأظهرت الشرطة مقاطع فيديو تبين العثور على أسلحة وذخائر داخل نعوش في الاعتصام.
حصيلة ضحايا فض الاعتصام
تضاربت الإحصائيات لأعداد ضحايا فض الاعتصام الذي استمر أربع ساعات متواصلة، حيث قالت نقلت قناة الجزيرة وقتها تصريح شخص عُرف على أنه منسق المستشفى الميداني في رابعة العدوية، قال إن عدد القتلى 2200.
بينما ذكرت وزارة الصحة أعدادًا أقل في حدود 120 شخصًا، ولكن بعد فض اعتصام ميدان النهضة بالكامل، أقيم اعتصام جديد في ميدان مصطفى محمود في الجيزة يوم الخامس عشر، فذكرت “الصحة” أن 578 قتيلًا و4201 مصابًا سقطوا كحصيلة لجميع الاشتباكات على مستوى الجمهورية يومي الرابع عشر والخامس عشر.
إجراءات أمنية مشددة في الذكرى الثانية
ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم لم يكف أنصار جماعة الإرهابية عن الأعمال التخريبية وإشاعة الفوضى في كافة أرجاء الدولة المصرية، من خلال تنظيم المسيرات بصفة مستمرة وتفجير عدد من المنشآت الحيوية وإلقاء القنابل في المناطق التي تجمع أكبر عدد من المواطنين كوسائل المواصلات.
وفي الذكرى الثانية لفض الاعتصام، الجمعة، كثفت القوات الأمنية انتشارها في شوارع المدن وحول المرافق الحيوية، أمر وزير الداخلية المصري، اللواء مجدي عبد الغفار، بتشديد الإجراءات الأمنية في عموم أنحاء البلاد، وحول المنشآت الحيوية بشكل خاص تحسبًا لوقوع أي أعمال عنف، وكلف قوات الأمن بتوجيه المزيد من الضربات الاستباقية ضد “الإرهابيين”، بعد أن نجحت قوات الأمن المصرية في إحباط 15 مخططًا تستهدف محطات الطاقة ومنشآت حكومية، كما تمكنت من اعتقال 17 خلية إرهابية.
“الهاكرز” حيلة إخوانية للانتقام في ذكرى رابعة
هاكرز إخواني يخترق التلفزيون المصري