نشر الموقع الرسمى لوزارة الدفاع، عبر موقع الفيديوهات «يوتيوب» فيلمًا تسجيليًا، عن مارد سيناء، المجند الشهيد محمد أيمن شويقة، الذى لقى ربه شهيدًا، مضحيًا بنفسه، لإنقاذ زملائه، لدى مداهمة وكر إرهابى بقرية «زارع الخير»، جنوب العريش بشمال سيناء.
وعرض الفيلم شهادات والد ووالدة وجيران الشهيد، كما عرض شهادات مجموعة من أصدقاء الشهيد، حكوا خلالها كيف أنه كان يحتفل بأنه سيستشهد، بعد حلمه بأحد الشهداء؛ مشيرين إلى أنه افتدى زملاءه، بعدما احتضن أحد الإرهابيين، الذى حاول تفجير نفسه بحزام ناسف.
«شويقة» كان على موعد مع الجنة، فإذا به يركض دون أن يفكر فى شيء، إلا أن ينقذ رفاق «الجراية»، والخدمة «برنجى وكنجى وشنجي»، من موت محقق، ليهبهم بدمه المراق الحياة، ويرتقى هو شهيدًا إلى السماء.. بهذه الكلمات.. وصف أفرادٌ بكتيبة المجند الشهيد، لحظات استشهاده.
«شويقة»، ابن قرية الإبراهيمية فى دمياط، أبصر إرهابيًا يختبئ فى «عشة» لأحد البدو، وهو «يتحزم» بحزام ناسف، ولمح أصابعه تتحسس الحزام فى حذر، فلم يفكر ثانية أو يتردد لحظة، انطلق كالسهم نحو الإرهابي، ارتمى عليه، احتضنه، انفجر الحزام الناسف فيهما، تبعثرت أشلاؤهما معًا، وسط ذهول «أبناء دفعته»، ودموعهم التى اختلطت بالدعاء بأن يتقبله الله شهيدًا. قائد الكتيبة قال: صرخنا فيه لكى يعود، لكنه لم ينفذ الأوامر، كان يركض بكل ما أوتى من قوة، يبدو أنه أبصر باب السماء مفتوحًا، فأراد اللحاق به، وأنقذ شركاء العيش والملح، من إخوانه العساكر، من كارثة محققة.
وأوضحت أم الشهيد، أنه طالما كان يدعو الله أن يتقبله شهيدًا، ومضت تقول: «مش زعلانة عليه، محمد كان طيب، وربنا حقق له أمنيته.. بس الفراق صعب»، وأضافت: «محمد ابنى شهيد، والحمد لله إنى عشت اليوم دا، ومحمد جاب حق زملائه الشهداء».
وتابعت تقول: «أنا مصر عندى أغلى من ضنايا نفسه، وكفاية عندى سيرته الحلوة مع الناس كلها، أنا عايزة إخواته الاثنين يدخلوا الجيش، ويجيبوا حقه من الإرهابيين، ومش هاستخسر أولادى فى تراب مصر».
أما أيمن شويقة، والد الشهيد، فقال: «إن الشهيد محمد كان وطنيًا من الدرجة الأولى، وكان يعشق تراب مصر، وقالى لى فى مكالمة هاتفية: «إن شاء الله ها نقضى على الإرهاب الموجود فى سيناء»؛ وأضاف: «محمد فدا مصر، وهانقضى على الإرهاب، وهو قبل أن يكون ابنى هو ابن مصر».