يوم بعد آخر تظهر للعلن فضيحة جديدة تضاف إلى السجل الدموي الفاشي لجارة السوء إيران ومرجعياتها الفارسية المقيمة في العراق, فبعدما صدر كتاب المذكرات ” عام في العراق ” للحاكم المدني الأمريكي بول برايمر في العراق والذي بين فيه كيف تعامل مع مرجعية السيستاني من خلال جملة من الرسائل التي كان ينقلها رئيس هيئة إعادة أعمار العراق عماد الخرسان والتي ساعدت إدارة الاحتلال الأمريكي في التحرك داخل العراق وكيف سهل عمل قواتها, صدر مباشرة بعده كتاب مذكرات ” المعلوم والمجهول ” لوزير الدفاع الأمريكي الأسبق دونالد رامسفيلد والذي فضح فيه كيف إن السيستاني أصدر فتوى تحرم الجهاد ضد قوات الاحتلال لقاء استلامه ملبغ قدره 200 مليون دولار.
واليوم يصدر كتاب جديد, مذكرات جديدة لشخصية علمت مع حكومة الاحتلال الأمريكي للعراق, فقد أصدر السفير الأمريكي الأسبق في العراق زلماي خليل زاد مذكراته التي حملت عنوان ” المبعوث ” والتي كشف فيها عن توقيع اتفاق بين الإدارة الأمريكية وإيران على إسقاط النظام السابق في العراق وبين أن المحادثات التي جرت في جنيف قبيل الغزو الأميركي للعراق تمت بسرية تامة وتمحورت حول مستقبل العراق بعد الغزو, وأشار إلى أن الولايات المتحدة حصلت على وعد إيراني بعدم إطلاق الجيش الإيراني النار على الطائرات الحربية الأميركية في حال دخولها الأجواء الإيرانية بالخطأ, وأضاف زلماي خليل زاد في كتابه المرتقب نزوله للأسواق هذا الشهر أن إدارة بوش طلبت من إيران تشجيع زعماء الشيعة العراقيين البارزين بدعم من إيران على المشاركة في تشكيل الحكومة العراقية لاحقاً.
وهذا يضيف فضيحة جديدة لسلسة الفضائح التي منيت بها إيران ومرجعياتها المقيمة في العراق وأبرزها مرجعية السيستاني, ففي هذا الكتاب يتضح جيداً كيف أن إيران وضعت يدها بيد ” الشيطان الأكبر ” واتفقت معه على قتل العراقيين وسمحت للمحتل أن يعيث بأرض الرافدين الفساد, وتعهدت لمن تدعي انه عدوها بتسهيل عمله في ارض العراق, كما إن هذا الكتاب يبين كيف أن فتوى وجوب الفاسدين وعلى أساس طائفي لم تصدر وفق رؤية سياسية أو قراءة موضوعية للواقع العراقي بعد السقوط وإنما صدرت وفق إملاءات إيرانية وبتوجيه أمريكي, فكانت فتوى وجوب انتخاب القائمتين سيئتي الصيت ( 169 و 555 ) التي جرت الويلات تلو الويلات على العراقيين, فكان وجوب انتخاب المالكي المجرم وغيره من الفاسدين والمجرمين من أجل إيران وأمريكا وليس من أجل العراق, كما إن فتوى الجهاد التي خدمت إيران ومشروعها التوسعي في العراق.
وهذا الأمر ليس بغريب على إيران ومرجعياتها العاملة في العراق فمواقفها وكل ما يصدر منها هو من أجل خدمة المحتل الأمريكي والإيراني, بل حتى الفتاوى العقائدية التي تصدر من هذه المرجعيات الفارسية هي فتوى تخدم مشاريع المحتلين كونها تدعو إلى الإنحلال الأخلاقي والديني لتفسيخ القيم والمبادئ الإسلامية الصحيحة, ولنا في فتوى السيستاني التي أباح فيها إقامة وإحياء أعياد الحب والعشق ” الفالنتين ” خير شاهد, والتي علق عليها المرجع العراقي الصرخي في استفتاءه ” السيستاني تَخَلــّـى عن الحَشْدِ والتَحَقَ بــ (الفلنـتين) عيد الحُـبّ والعـشّـاق!!! ” قائلاً :
{{ … 1ــ أَقَـلّ ما يقال في المسمى (عيد الحب) إنه: “عيد العشّاق” أو “يوم القدّيس فالنتين” أو “الفلنتين” من الأعياد الوثنيـّـة الأصْل، وبعد تمكــّـن الكنيسة من السلطة جَعَلَتْهُ من الطقوس النصرانية، وقد ارتَبَط العيد بالعِشق الرومانسي العاطفي والعلاقات المخالفة للشريعة حتى عند الكنيسة، حيث ارتبط ذلك بالقـس الذي عشقَ ابنة امبراطور ذلك الزمان وأقامَ مَعَها علاقة محرَّمة ومخالـِـفة لتعاليم الكنيسة التي ينتمي إليها!!! فلا غرابة في صدور فتوى الحلّـيـّة والجواز من السيستاني الذي حَلَّـلَ وشَرْعَنَ الاحتلال، واعتَبَر المحتـلّـين أصدقاء ومحرِّرين، وحَرّم مقاومَتَهم مطلقًا، بل أوْجَبَ التعاونَ مَعَهم، بل أوْجَبَ تسليمَ كلّ الأسلحةِ لَهم حتى الأسلحة الشخصية، وأمضى وَشَرْعَنَ مشروعَ المحْـتلّـين السياسيّ الذي دَمّر البلاد والعِباد، فأوْجَبَ السيستاني التصويت على دستور المحتَلّين المدمِّر، وأفتى بوجوب المشارَكة في الانتخابات المزيَّـفة معتبِرًا المتَخَـلِّـف عنها مستحقــًّا لعذاب جهنّم، وأوْجَبَ انتخابَ الطائفيـّـين الفاسدين المُفسدين معتبرًا عَدَم انتخابِهم تخلـُّـفًا عن بيعة الغدير وخيانةً للشرعِ والدين، ثمَّ حرَّمَ الخروجَ على الفَسادِ والفاسدين بأيّ احتجاجاتٍ أو تظاهراتٍ، وأصْدَرَ مِرارًا وتِكرارًا فتاوى المورفين والأفيون والتخدير لإسكات الشعب وإرغامِه على القبول بالذلّ والهوان والدمار والطائفية والتقاتل وسفك الدماء!!! فلا غرابة في صدور ذلك منه…}}.
فلا غرابة من أن تصدر المواقف المخزية من إيران ومرجعيتها مادام إن الغاية والهدف هو المشروع التوسعي الإيراني في المنطقة, ولا غرابة بأن تصدر هكذا مواقف مخزية ومخجلة من المرجعيات الفارسية مادام فيها خدمة للمحتل الأمريكي, لأن إيران وأمريكا متفقان على تحطيم وتدمير العراق وجعله ساحة لصراعاتهم واتفاقاتهم, فإن اختلفوا أحرقوا العراق وإن اتفقوا أحرقوا العراق.