نون والقلم

إلى السيستاني : هل يصلح الفالنتين ما أفسده المحتلين ؟!

سؤال تدور رحاه في ذهني وفي أذهان العديد من الناس في داخل العراق وخارجه من المسلمين وغيرهم, عندما يكون المرء متصدياً لأمور المسلمين ويدعي إنه مسؤولاً عنهم ويعطي لنفسه حق التصرف بأرواحهم وأموالهم وحتى أعراضهم ومقدراتهم وبالتالي يتنصل من مسؤوليته تجاه ” رعيته ” ويكون هذا التنصل والهروب بفعل يخالف العقيدة الإسلامية بكل توجهاتها المذهبية, ماذا يمكن أن نسمي هذا الشخص ؟ وكيف يمكن أن نسميه مرجعاً دينياً إن لم يكن حتى في الدين لا يملك شيئاً من القواعد أو الثوابت الدينية الإسلامية العامة ؟!.

ماذا يكون الخطاب الموجه لشخص لا يعرف إن الأعياد الوثنية  – حسب الرؤية الإسلامية – ما إذا كانت تخالف الشرع أو لا ؟  حتى إنه يُبيح تلك الأعياد ويعطيها الحلية والشرعية بدون أي رؤية شرعية أو دليل شرعي, والأدهى من ذلك كله إنه وعلى طول الفترة التي تبجح بها بمسؤوليته المزعومة كان يخدم المشاريع الاستعمارية الغربية والشرقية في العراق وخارجه الأمر الذي زج هذا الشعب في دوامة الفتن والمتاهات الأمنية والإقتصادية والسياسية, من فتوى بحرمة مقاومة المحتل الأمريكي, إلى فتوى وجوب تسليم سلاح المقاومة الوطنية الشريفة لحكومة الاحتلال, ثم فتوى وجوب التصويت بــ” نعم ” على دستور برايمر ذلك الدستور الذي أصبح من أكبر المسببات للأزمة السياسية والأمنية في العراق والحصن الذي تحصن به الفاسدون, ومن بعد ذلك إصدار فتوى وجوب انتخاب الفاسدين وعلى نحو طائفي مقيت ومن ثم تلاها بفتوى حرمة التظاهر ضد ساسة الصدفة ممن جاء على ظهر الدبابة الأمريكية ومرتدياً العمامة الإيرانية ممن أوجب انتخابهم سابقاً, وأخر فتوى له هي فتوى الجهاد الدموية القاتلة المهلكة للحرث والنسل ومشيعة الفساد المالي والأخلاقي والمشرعنة له, والتي جاءت لتصب الزيت على النار فتحرق كل ما تبقى من العراق.

فصار وضع العراق تعجز الكلمات عن وصفه انتكاسات الأمنية والسياسية المتكررة والدمار والخراب والسواد يعم الشوارع العراقية وينتقل من زقاق إلى آخر وسط فساد حكومي وديني ” لاديني ” واضح, حتى أصبح المفسدون يمارسون فسادهم بإسم الدين و باحتراف دون خوف أو وجل و من تصدّى للمسؤولية الدينية قرر اللجوء والهرب والإنزواء وإصدار فتاوى الإنحلال الأخلاقي ويجيز إحياء الأعياد الوثنية ويحللها ويشرعنها كما شرعن للمحتل الأمريكي والإيراني ولمن ارتبط معهم من سياسيين وأحزاب!! متناسياً ومتغافلاً عما سببته تدخلاته المشؤومة للعراق والعراقيين, وكأنه في وادِ والمجتمع العراقي في وادٍ أخر, فالشعب العراقي يتعرض لكل ألوان وأنواع الاعتداءات والانتهاكات، من فتن وقتل وتهجير وترويع وتشريد وتجويع ومجازر,  والسيستاني يعتزل السياسية ويتصدى لإصدار فتوى الحب والفالنتين وكأنه يحاول أن يتهرب من كل ما سببه للعراقيين من ويلات ودمار وخراب.

وهذا ليس بغريب على هكذا شخصية خاوية و فارغة علمياً, فهي جاهلة بعقائدها الإسلامية ولنا في مسالة المختار الثقفي خير شاهد, فكيف حلها بعقائد وطقوس الأديان والطوائف الأخرى؟! وهنا نسأل مرة أخرى بما سأل به المرجع العراقي الصرخي في استفتاء ” السيستاني تخلى عن الحَشْدِ والتحق بــ (الفلنـتين) عيد الحـب والعـشـاق!!! ” والذي قال فيه …

{{… 3ــ وتبقى استفهامات عديدة منها: هل أنّ السيستاني كشخص وَجـِـهَـةٍ، بعد أن خرّب ودمّر البلاد والعباد، قد ترك السياسة حقيقةً وليس كذبًا ونفاقًا وانتِهازًا؟! وهل أنه تركها اختيارًا وقناعةً وليس هروبًا من مسؤولية الحشد وغَدْراً به بعدَ أن ورّطَه وغرّرَ به بأمْر أميركا وإيران، وقد انتهت مهمة الحشد وانتهى مفعولُه الآن؟! وهل أنه غَدَرَ بالحشد وترَكَ السياسة من أجل التفرّغ لفتاوى الحب والعشق الفلنتـيني وسَحْقِ الفضيلة والأخلاق؟؟!! ومِن باب الحرية والديمقراطية المزعومة، فهو حرّ في اختياره، لكن أقول يا لَيْتَه فَعَل ذلك قبل أن يحشر نفسه في السياسة ويدمّر العراقَ وشعبَه وبلدان المنطقة وشعوبها وكذا باقي البلدان!!! …}}.

ونضيف على تساؤل المرجع العراقي الصرخي تساؤلات عدة وهي : هل هذا العيد الوثني سيغير شيئاً من الواقع المؤلم والموحش والدموي الذي تفوح منه رائحة الفساد الأخلاقي والإداري والسياسي والحكومي الذي حصل ويحصل بفعل تدخل السيستاني في السياسية ؟ وهل سيغير من مشاهد الموت والقتل التي وجدت بفعل فتواه ؟ وهل سيعيد للأيتام والأرامل والثكالى ممن فقدوا الأحبة من الآباء والأخوان والأبناء والأزواج ؟ هل سيعيد النازحين إلى مدنهم ؟ هل عيد الحب والفالنتين الوثني الذي أجازه السيستاني وشرعنه بدون أي دليل شرعي يُصلح ما أفسده المحتل الأمريكي والإيراني ؟! أم هو هروب بعذر أقبح من فعل وتمرير لمشروع جديد يراد منه مسخ ما تبقى من القيم والأخلاق عند الشباب ؟!.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى