الاتفاق النووى انهى تماما العداء الوهمى بين واشنطن وطهران ولم تعد إيران إحدى دول «محور الشر» ولم تعد أمريكا هى «الشيطان الأكبر» فى الأدبيات الثورية الإيرانية.
وفي ظل التقارب الذي تعيشه إيران وأمريكا، منذ توقيع الاتفاق النووي في يوليو الماضي، برز على السطح الحديث عن تأثير “اللوبي الإيراني” في الولايات المتحدة، ودوره في تحريك العلاقات بين البلدين كما تريد طهران وفقا لما نقلته شبكة أرم نيوز.
ولم يمنع شعار “الشيطان الأكبر” الذي تتبناه إيران علنياً في تعاملها مع أمريكا، من بناء لوبي خاص بها في الولايات المتحدة، يضم شخصيات تغلغلت في عمق مؤسسات أمريكية مهمة، وشكلت مجموعة ضغط أثرت في عمق القرار الأمريكي خاصة فيما يتعلق ببرنامجها النووي.
ووصل هذا اللوبي إلى البيت الأبيض، حيث كانت فريال كواشيري -وهي مقربة من النظام الإيراني- منظمة الحملة الانتخابية للرئيس باراك أوباما، وتعمل حالياً كاتبة خاصة له، كما تعتبر أول من عمل كمستشار مساعد في مجلس الأمن القومي الأمريكي.
الجانب الآخر من الاتفاق هو إعادة فك وتركيب المشهد السياسى فى المنطقة ومحاولة إدماج إيران سياسيا فى الشرق الأوسط بشكل كلى، بعد أن لعبت دورا جزئيا فى أفغانستان والعراق لصالح الولايات المتحدة فى حربها ضد الإرهاب لتفويت عملية بناء البرنامج النووى الإيرانى.. وكله كان له ثمن فقد ساهمت إيران فى الحرب على أفغانستان ودعمت الغزو الأمركى لاحتلال العراق، وكان هناك إدراك منذ بدايات الألفية الثالثة أن هناك زوبعة حول الملف النووى الإيرانى ستنتهى لصالح الجمهورية الإسلامية، وأنها لعبة سياسية للضغط على طهران لتقديم العون المطلوب لواشنطن فى الجارتين أفغانستان والعراق.
المرحلة الأخرى فى الاتفاق وهى فرض نظرية الاحتواء على إيران وتحقيق الاستراتيجية الأمريكية فى محاصرة موسكو وجذب الجمهورية الإسلامية ناحية الغرب والاستفادة القصوى من الغاز الإيرانى بدلا من الروسى، إضافة إلى محاولة وقف التمدد الصينى والهندى فى منطقة آسيا.
المنافع المشتركة بين إيران وواشنطن والغرب عموما كثيرة، والمخاوف من الاتفاق النووى كثيرة أيضا ولن يقلل منها زيارة مبعوث هنا أو هناك، فالاتفاق يكتب صفحة جديدة للتحالف الاستراتيجى الجديد وتقسيم الأدوار بشكل علنى أو خفى. المخاوف من التقارب الأمريكى الإيرانى، فى جزء كبير منها، هى التى دفعت دولا عربية مثل السعودية ومصر إلى الانفتاح الدبلوماسى والعسكرى والتجارى على روسيا والسعى إلى إقامة علاقات استراتيجية والانضمام إلى التحالفات الكبرى مثل تحالف الدول الأسرع نموا- البريكس- استعدادا لخريطة التحالفات الجديدة فى منطقة الشرق الأوسط التى شعارها «أمريكا وإيران إيد واحدة».
https://youtu.be/QR5Ob6_FYEE