تتراشق القوات السورية والروسية وفصائل المعارضة، بالصواريخ، وخروقات هدنة وقف اطلاق النار بالعشرات، وقد قيل مرارا ان وقف اطلاق النار، مستحيل، لاعتبارات كثيرة. من المؤكد هنا ان الخروقات سوف تتزايد في بحر الايام المقبلة، لان هناك فصائل خارج التسوية السياسية، واتفاق وقف اطلاق النار، ولانقصد هنا، داعش والنصرة، اذ هناك فصائل خارج هذين التنظيمين وخارج اتفاق الهدنة، وبأمكانها افساد الهدنة بعملية واحدة، واعادة استدراج الجيش السوري، والقوى الاخرى الى معارك ردود فعل. هذا يؤسس لسيناريوهات خطيرة جدا، تم توقعها مرارا، ووزير الخارجية الاميركي جون كيري يتحدث في جلسة استماع امام مجلس العلاقات في مجلس الشيوخ، وبشكل صريح، عن سيناريو تقسيم سورية، ويقول حرفيا ان الوقت لم يفت على تقسيم سورية، باعتبار ان ذلك الحل في حالة فشل وقف اطلاق النار. هي الخطة (ب) اذن، وهي خطة مقبلة على الطريق، ولاشك فيها ابدا، لكن علينا هنا، ان نسأل عن آليات تقسيم سورية، وهل هي مجرد قرارات دولية، ام ان هناك اليات ميدانية لفرض التقسيم والفصل بين المتنازعين، وماهي هذه الاليات؟!. سيناريو التقسيم بذريعة الفصل بين المتنازعين، يعني ضمنيا حربا برية، لان التقسيم سيجري على الاغلب عسكريا، عبر دخول قوات اجنبية الى الارض السورية، وفرضها للتقسيم عنوة، وبما يتطابق مع ترسيمات محددة، وهو دخول محفوف بالخطر، خصوصا، اذا لم يتأسس على توافق سري مع الروس ودول اخرى على تقسيم مناطق النفوذ في سورية، وتعميد الدويلات الجديدة، او اعادة ضم مناطق ضمن التقسيم، لدول مجاورة. المنطقة تحاول ان تتجنب سيناريو الحرب الكبرى، لكن الالماح الى سيناريو التقسيم، كحل وحيد، يعني ضمنيا سيناريو الحرب، والحرب هنا، توطئة للتقسيم، وأداة تنفيذ لاخضاع مناطق كثيرة، ولفرض ارادات سياسية على الخارطة. والسؤال الصعب هنا، هل سينجح سيناريو الحرب المؤدي للتقسيم، وماعدد الكيانات التي ستنتج عن تقسيم سورية، وماهي الية تحديد المكونات السورية التي سوف تندمج مع بعضها البعض ضمن الدويلات الجديدة، اذا تم التورط في هكذا سيناريو. ثم ماهي الضمانات التي يمكن سردها هنا، حول سكوت محتمل للروس والايرانيين، وكلفة رفضهم لاي تدخل مرتفعة جدا، مالم تحدث تسوية سرية، تؤدي الى ترسيمات للنفوذ في سورية ودول اخرى، وبحيث يتم اقناع الروس والايرانيين، بصفقة تضمن حصولهم على حصص بديلة عن حصتهم الكبيرة في سورية، لصالح حصة اصغر، وحصص اخرى في دول ثانية؟!. كلام وزير الخارجية الاميركي عن الخطة (ب) واحتمال تقسيم سورية، اغفل عن عمد اداة تنفيذ هذا السيناريو، والاداة الوحيدة المتوفرة والفعلية هي الحرب البرية، والترسيم الميداني. سورية تجدد اثباتها كل يوم، انها باتت تضع العالم في كفة، فيما هي في الكفة الاخرى، تعيد صياغة العالم وشكل المنطقة.