تبنت بلدية طوكيو خطة ترمى إلى تشجيع زراعة النباتات والأشجار على أسطح المنازل لمواجهة الارتفاع المتزايد للحرارة فى العاصمة اليابانية.
وصوت مجلس البلدية هذا الشهر على قرار يدعو لتجهيز أسطح المبانى الجديدة لتكون صالحة للزراعة. ويدعو القرار الذى يعتبر الأول من نوعه فى اليابان أصحاب المساكن إلى إعداد أسطح المبانى الجديدة بحيث يكون من الممكن زراعتها، ويشمل القرار الذى سيدخل حيز التنفيذ فى الأول من أبريل المقبل المبانى التى لا تقل مساحة طبقتها الأرضية عن ألف متر مربع. وأكد بيان للبلدية أن زيادة المساحات الخضراء سيؤدى لتلطيف كتلة الهواء الحار المار عبر المساحات الرطبة أو المزروعة. وكانت هيئة الأرصاد الجوية اليابانية قد أشارت إلى زيادة معدل درجات الحرارة فى طوكيو 2، 9 درجة مئوية فى السنوات المائة الماضية، وهذا الارتفاع يزيد بكثير عن المعدل المسجل فى مدن يابانية أخرى حيث لم يزد أكثر من درجة واحدة. وأكدت الهيئة أن “زيادة استهلاك الطاقة هو السبب الرئيسى وراء ارتفاع حرارة الجو”.
وأضافت أن عدد “الليالى الحارة” أى تلك التى لا يتدنى فيها خط الزئبق فى ميزان الحرارة عن 25 درجة زاد أكثر من مرتين فى طوكيو فى ثلاثين سنة. ويقول رئيس دائرة البيئة فى طوكيو كنجى أوهاشى إن البلدية عمدت لمواجهة ارتفاع الحرارة عن طريق زراعة الأشجار على طول الطرق وزيادة عدد الحدائق. وأضاف أوهاشى “أن العثور على أراض متاحة يزداد صعوبة مع الوقت بسبب ارتفاع الأسعار”.
وزرعت بلدية طوكيو العام الماضى 168 مليون شجرة مقابل 100 مليون فى 1983م. وفى الوقت نفسه زادت رقعة المساحات الخضراء لكل فرد من سكان العاصمة اليابانية من 2، 9 متر مربع إلى 3، 5 متر مربع، لكن هذه المساحة تعتبر ضئيلة إذا ما قورنت بمساحة المبانى فى العاصمة والتى تضم حوالى ثلاثين مليون نسمة. ويتحفظ بعض الخبراء إزاء موقف بلدية طوكيو القاضى بزراعة النباتات والأشجار فى أسطح المبانى على غرار ما اتخذته مدينتان ألمانيتان، بيد أن تاكاهيسا هانيا من جامعة طوكيو يرى أن هذا أفضل من لا شىء رغم أن أثره فى خفض حرارة الجو ليس أكيدا، وتساءل هانيا عن عدد الأشجار التى يمكن أن تزرع على أسطح المبانى. وفى كل الأحوال فإن قرار كهذا سيتيح تجميل هذه العاصمة المشهورة رغم عدم وجود انسجام فى توزيع المبانى التى تتفاوت فى أشكالها وألوانها.