اخترنا لكالأخبار

88 عامًا و”الأمة فوق الحكومة”.. ذكرى ” سعد باشا”

“أنا لا استخدم نفوذ أي اسم كان للحصول على أية غاية كانت” لأنه في النهاية “الحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة” .. مقولات تاريخية مر عليها عقود كثيرة من الزمن لكنها ثابتة لم ولن تتغير، مات قائلها ونحتفل اليوم بذكرى وفاته الثامنة والثماينين، لكنها لم تَمُت.. “القائد” الذي تفجرت لأجله ثورة لن ينساها التاريخ، توحد فيها الهلال مع الصليب، ليصبح “الزعيم” الذي يتفق المصريون على حبه وتقديره.

الباشا سعد زغلول.. قائد ثورة 1919 التي تكونت من سلسلة من الاحتجاجات الشعبية على السياسة البريطانية في مصر عقب الحرب العالمية الأولى، لتنتهي بتحقيق ماسعى إليه الزعيم بإلغاء الحماية البريطانية على مصر وصدور أول دستور عام 1923.

ابن قرية “إبيانة” التابعة لمحافظة كفر الشيخ، الذي مات والده وهو في الخامسة من عمره، تلقى تعليمه في الكتاب ثم التحق بالأزهر في 1873، تزوج من السيدة صفية ابنة مصطفى فهمي باشا، رئيس الوزراء وقتها، في 1895 لكنه لم يرزق بأبناء طيلة حياته.

قضى سنوات من عمره بين السجون والمعتقلات والمنفى، لكن تلميذ جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده، لم ييأس من تحقيق استقلال بلاده، رغم فصله في بداية عمله من نظارة الداخلية بسبب اشتراكه في الثورة العرابية، اشتغل بالمحاماة وقبض عليه بسبب اشتراكه في التنظيم الوطني المعروف بـ”جمعية الانتقام”، ثم خرج من السجن بعد ثلاثة أشهر ليعود للمحاماة، فقد حصل على بكالوريوس الحقوق في 1897.

عمل وكيلًا للنيابة ثم رئيسًا لها، ثم قاضيًا في محكمة الاستئناف، ثم وزيرًا للعدل لكنه استقال بسبب خلاف مع الخديو عباس حلمي الثاني، وفي 1913 عين نائبًا لرئيس الجمعية التشريعية، وهو المنصب الذي يستخدم لانتقاد الحكومة.

خطرت بباله فكرة تأليف الوفد المصري للدفاع عن القضية المصرية عام 1918 ضد الاحتلال الانجليزي، فشكل مع زملائه الحزب وجمع توقيعات لإثبات صفتهم التمثيلية للسعي لاستقلال مصر وإلغاء الحماية البريطانية.

واعتقل ونفي إلى جزيرة مالطة في البحر المتوسط هو ومجموعة من رفاقه في 8 مارس 1919 فأنفجرت ثورة 1919 التي كانت من أقوى عوامل زعامة سعد زغلول، فاضطرت إنجلترا إلى عزل الحاكم البريطاني والإفراج عن سعد وزملائه، فعادوا من المنفي إلي مصر، وسمحت إنجلترا للوفد المصري برئاسة سعد زغلول بالسفر إلى مؤتمر الصلح في باريس ليعرض عليه قضية استقلال مصر.

ولم يستجب أعضاء مؤتمر الصلح بباريس لمطالب الوفد المصري، فعاد المصريون إلى الثورة وازداد حماسهم، وقاطع الشعب البضائع الإنجليزية، فألقي القبض علي سعد زغلول مرة أخرى، ونفوه إلى جزيرة سيشل في المحيط الهندي، فازدادت الثورة اشتعالا، وحاولت إنجلترا القضاء على الثورة بالقوة، ولكنها فشلت مره أخرى.

وفي 1921، استخدم زغلول أنصاره لعرقلة تشكيل الحكومة والعائلات البريطانية، وفي 1922 تسلمت مصر استقلالًا محدودًا وفقًا لتوصيات اللورد ميلنر، حيث تم إبرام هذا من خلال المحادثات مع زغلول، وفي 1923 عاد زغلول إلى مصر، ليصبح رئيسًا للوزراء في 1924 بعد أن فاز الوفد بـ90% من مقاعد البرلمان في الانتخابات.

وفي 24 نوفمبر 1924، تم قبول استقالته من رئاسة الوزراء، وخاض صراعا مع الملك فؤاد واحزاب الاقلية المتعاونة مع الملك دفاعا عن الدستور، وتوج كفاحه بفوز حزب الوفد بالأغلبية البرلمانية مرة ثانية عام ١٩٢٧ وانتخب رئسيًا لمجلس النواب حتى وفاته عام 1927، حيث دفن في ضريح سعد المعروف بـ”بيت الأمة”.

 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى