حسين حلمي يكتب: هشاشة الأنظمة الليبرالية
بعد انهيار النظريات السياسية الغربية فيما يتعلق بتطوير التاريخ البشري، ورغم التقدم الكبير الذي شهدته تلك الدول في مجالات العلوم واستقرارها السياسي ونظمها الديمقراطية، برزت موجة اضطرابات هزت تلك الأسس.
جاءت هذه الاضطرابات بسبب صعود اليمين المتطرف وهجماته على مؤسسات الحكم، ما كشف عن هشاشة هذه الأنظمة وأسقط الكثير من الادعاءات حول المساواة بين الرجل والمرأة وبين الأغنياء والفقراء.
باتت الليبرالية في هذه الدول تواجه تحديًا وجوديًا، وأصبحت مستقبلاتها غامضة وسط أجواء عدم اليقين التي أعقبت الفترة السابقة لحكم الرئيس الأمريكي ترامب.
الجميع لا يزال يتذكر اقتحام أنصاره للكونغرس الأمريكي عام 2021، أبرز مؤسسة تشريعية في البلاد، في حدث أظهر مدى عمق الأزمة السياسية التي تعيشها هذه الأنظمة وتزعزع استقرارها الداخلي.
هذه التطورات العالمية تلقي بظلالها بالتأكيد على اليمين العربي، الذي لا يزال يعيش أزمته المتواصلة منذ صدور وعد بلفور.
ورغم هذه الأزمة، يستمر اليمين العربي في إعادة تشكيل نفسه بأشكال متجددة كلما حاولت الأحداث إضعافه، كما رأينا في الأحداث الأخيرة في سوريا حيث تجمع اليمين حولها.
وفي النهاية، الشعوب هي الخاسر الأكبر في هذا المشهد المعقد.
لم نقصد أحداً
