
يانغ يي يكتب: القمة الصينية العربية الأولى علامة فارقة في تاريخ العلاقات
انعقدت القمة الصينية العربية الأولى في المملكة العربية السعودية في التاسع من ديسمبر بحضور الرئيس الصيني شي جينبينغ، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي محمد بن سلمان، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقادة 21 دولة بجامعة الدول العربية، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بالإضافة إلى بعض مسؤولي المنظمات الدولية.
في القمة، اتفق القادة الصيني والعرب على بذل كل الجهد لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد. القمة الصينية العربية هي أكبر وأعلى تحركاً دبلوماسياً للصين تجاه العالم العربي منذ تأسيس الصين الجديدة، وعلامة فارقة في تاريخ العلاقات الصينية العربية.
للعلاقات الصينية العربية تاريخ طويل ومتوارث منذ آلاف السنين، لطالما كان التعاون السلمي والانفتاح والشمولية والتعلم المتبادل والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك للجانبين هم المواضيع الرئيسية للتبادلات التاريخية بين الجانبين.
منذ أكثر من 70 عاماً ومنذ تأسيس الصين الجديدة، تمسك الجانبان بروح الصداقة الصينية العربية المتمثلة في التضامن والتآزر والمساواة والمنفعة المتبادلة والشمول والاستفادة المتبادلة.
لقد حقق سعة وعمق التعاون قفزة تاريخية، خاصة في السنوات الـ 10 الماضية، حيث ارتفع حجم التجارة الصينية العربية بمقدار 100 مليار دولار أمريكي، بإجمالي أكثر من 300 مليار دولار أمريكي؛ وزاد حجم الاستثمار المباشر للصين في الدول العربية بمقدار 2.6 مرة، مع مخزون قدره 23 مليار دولار أمريكي، وأدى البناء المشترك لـ «الحزام والطريق» إلى تنفيذ أكثر من 200 مشروع يستفيد منها ما يقرب من 2 مليار صيني وعربي.
يثق كل من الصين والدول العربية في بعضهما البعض، ويدعم كل منهما الآخر بقوة في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية لبعضهما البعض، والشراكة الإستراتيجية قوية ولا تنقطع. فتبادل المنفعة والربح للجانبين بين الصين والدول العربية أعطي مثالاً للتعاون بين الجنوب والجنوب.
تُقدر الصين والدول العربية بعضها البعض، وتتعلم من بعضها البعض، وتدعو بشكل مشترك إلى الحوار بين الحضارات، وتحافظ على تنوع الحضارات العالمية.
يشهد العالم اليوم تغيرات كبيرة لم يشهدها منذ قرن من الزمان، إن وباء القرن والأزمة في أوكرانيا متشابكين ومتراكبين، ودخل العالم فترة جديدة من الاضطراب والتحول، كما تشهد منطقة الشرق الأوسط تغييرات جديدة وعميقة.
إن رغبة الشعوب العربية في السلام والتنمية باتت أكثر إلحاحاً، واشتدت نداءاتها إلى الإنصاف والعدالة.
تواجه الصين والدول العربية مهمة تاريخية تتمثل في تحقيق نهضة الأمة وتسريع التنمية الوطنية. من أجل مواجهة تحديات العصر الجديد، ستواصل القمة الصينية العربية الأولى المضي قدماً بروح الصداقة الصينية العربية، وتعزيز الوحدة والتعاون، والتمسك بالاستقلال، والحفاظ على المصالح المشتركة، والتركيز على التنمية الاقتصادية وتعزيز التعاون والكسب المشترك للجانبين، والحفاظ على السلام الإقليمي وتحقيق الأمن المشترك، وتعزيز التبادلات الحضارية، وتعزيز التفاهم والثقة، وبذل كل جهد ممكن لبناء مجتمع مستقبل صيني عربي أوثق، بما سيعود بالنفع على شعوب الجانبين في العصر الجديد ويقدم مساهمات مهمة في تنمية وازدهار العالم.
اقترح الرئيس الصيني شي جينبينغ في القمة الصينية العربية الأولى، أنه كخطوة أولى في بناء مجتمع مستقبل صيني عربي، وتنفيذ الخطوط العريضة لخطة التعاون الشامل الصينية العربية، فإن الصين مستعدة للعمل مع الجانب العربي في السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة لتعزيز «الأعمال الثمانية المشتركة» التي تغطي تدعيم التنمية والأمن الغذائي والصحة والتنمية الخضراء والابتكار وأمن الطاقة والحوار بين الحضارات وتأهيل الشباب والأمن والاستقرار، والسعي لتحقيق مكاسب مبكرة. كما طرحت «الأعمال الثمانية المشتركة» العديد من المؤشرات العملية، مثل السعي لتحقيق حجم تجارة يصل إلى 430 مليار دولار أمريكي بين الصين والدول العربية في عام 2027 .
حدد المؤتمر الوطني العشرون للحزب الشيوعي الصيني المهام والطرق للدفع بالنهضة العظيمة للأمة الصينية على نحو شامل من خلال التحديث الصيني النمط. وستواصل الصين الحفاظ على السلام العالمي، وتعزيز التنمية المشتركة، وتعزيز بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، وتوفير فرص جديدة لدول العالم، بما فيها الدول العربية من خلال التنمية الصينية الجديدة.
إن الصين على استعداد لاتخاذ عقد القمة الصينية العربية الأولى كفرصة للعمل مع الدول العربية لتعزيز روح الصداقة الصينية العربية، وتنفيذ نتائج القمة، والمساعدة في نهضة الأمة، والعمل يدا بيد لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد.
قنصل عام الصين في الإسكندرية
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية