استضافت قاعة أوديماكس بجامعة برلين التقنية وبالتعاون مع ميدفيست مصر، جلسة بعنوان «تنفس، تحدث، مثِل: حديث عن الصحة النفسية للممثلين» في إطار فعاليات اليوم الخامس من مهرجان الجونة السينمائي.
اقرأ أيضا:
-
مهرجان الجونة السينمائي يُنظم فعالية «ضع فيلمك على الإنترنت»
-
مهرجان الجونة السينمائي.. جلسة حوارية مع المخرج الأمريكي دارين أرنوفسكي
-
حنان أبو الضياء تكتب: حارس الذهب الذي صك إبداعه أحمد مالك
-
محمد فراج يكشف لـ«نون» سر حماسه لمسلسل «غرفة 207»
وناقشت محاور الجلسة المشاكل الصحة النفسية للممثلين، وهي قضية منتشرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وعلى الصعيد الدولي.
يرجع الضعف النفسي للممثلين إلى عدة أسباب مثل الرفض وخيبة الأمل في تأمين الأدوار، وفشل الاختبارات، والاستجابة السلبية من الجمهور أو النقاد لعملهم، والحاجة إلى تجسيد الدور الذي يلعبونه ليكون أصيلً وقابلً للتصديق كممثل.
أدار الجلسة أنس بوخش، رائد الأعمال الإمارتي ومُقدم برنامج AB talks عبر قناته على يوتيوب. وبجانبه على منصة المسرح كلا من الفنان أحمد مالك والكاتبة مريم نعوم، الفنانة مي الغيطي، الفنان محمد فراج ودكتور نبيل القط، المتخصص في مجال الطب النفسي وإدارة المرضى وتدريب الزملاء والطلاب، بجانب كونه عضو مجلس إدارة في جمعية الطب النفسي التطوري، والجمعية الأمريكية للعلاج النفسي الجماعي.
نعوم: الفنان الموهوب شخصيته أكثر تعقيدا
تحدثت الكاتبة مريم نعوم عن دور مواقع التواصل الاجتماعي قائلة «أحيانا تُقوم بعض الفئات من الجمهور باسقاط حياتها على بعض الفنانين والممثلين والاسقاط هنا بيكون نابع من وجود مشكلة نفسية لدى هذه الفئة نتيجة عدم مواجهة الذات بالضعف المتسبب بهذا الاسقاط وبالتالي يتم انعكاسه من خلال تعليقات خارجة أو في غير محلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي».
أضافت «نعوم» الفنان الموهوب بتكون شخصيته أكثر تعقيدا، لذلك أدعو بعض المخرجين لتغيير تقنية الضغط على الممثلين بالأخص الضغط النفسي الذي أحيانا يتم فرضه بهدف إخراج الإبداع من الممثل. ولكنه يترك أثر عكسي بعد انتهاء العمل.
وبناءا عليه، ادعو العاملين في صناعة السينما المطالبة بوجود أخصائي نفسي بمواقع التصوير للتأكد من تحقيق التوازن النفسي المطلوب لفريق العمل مما سينعكس على إنتاجية الأفراد وإبداعهم».
مالك: الأساليب المعاصرة للتمثيل ممزوجة مع العلاج بالدراما
ومن جانبه أكدد الفنان أحمد مالك على أهمية وجود التوزان النفسي بين حياة الفنان العملية والشخصية قائلا «عندما أكون شغوف بعمل ما، أعاني من حالة اكتئاب نتيجة أني وهبت نفسي ووقتي ومجهودي لهذا لعمل أثناء القيام به وبعد الانتهاء منه شعرت بفراغ. اعتقد أن ذلك كان إحساسي بعد الانتهاء من مسلسل «لا تطفئ الشمس»، لم أكن أعرف كيف أتعامل مع شخصيتي.»
أضاف مالك «كل الأساليب المعاصرة للتمثيل ممزوجة مع العلاج بالدراما وهي أساليب تفتح أفاق الفنان، فالراسم والعازف لديهم أدواتهم. ولكن الممثل لديه جسده وعضلاته ولكي يصل إلى تناغم يخلق نسيج بين الفنان والشخصية، يجب استخدام العلاج بالدراما. بالإضافة إلى، تحقيق التوازن اليومي من خلال تبنى روتين مثل الرياضة أو قراءة الكتب بعد الانتهاء في مواقع التصوير بهدف الفصل بين شخصية الممثل الحقيقة والشخصية التي يؤديها في العمل الفني».
الغيطي: الفنان إنسان يمرض ويتعب ويحتاج إلى الراحة والعلاج
وفي سياق أخر، تحدثت الفنانة مي الغيطي عن أهمية الصحة العامة للفنانين قائلة «يعاني القائمين على صناعة السينما والأعمال الدرامية من ساعات عمل تتجاوز الـ16 ساعة عمل، بالإضافة إلى عدم وجود تفهم أو تقبل أن الفنان هو إنسان يمرض ويتعب ويحتاج إلى الراحة والعلاج حتى يقدر على استلهام أركان الشخصية التي يؤديها».
وأضافت الغيطى، « أسوء شيء هو طلب المخرج أو فريق الإخراج من الفنانين أن يأدوا أدوارهم بغض النظر عن ألامهم الجسدية ليس النفسية فقط وهو مما تعرضت له في إحدى الأعمال التي كنت أشارك فيها مؤخرا. متى سيكون مقبولا أن يغادر الممثل موقع التصوير أثناء مرضه؟، لذلك، ادعو جميع الممثلين التضامن مع زملائهم ورفض استكمال التصوير».
فراج: الممثل يكون في حرب نفسية بين شخصيته الحقيقية والدور الذي يؤديه
أما الفنان محمد فراج تحدث عن أهمية وعى الممثل بالمجهود النفسي والذهني المطلوب للتحضير للشخصية قائلا: «أعتقد أن وعى الممثل وشغفه بالشخصية التي يؤديها، وبالأخص الشخصية الأكثر تعقيدا، يجب أن يتضمن معرفة أن الممثل مُقدم على حرب نفسية بين شخصيته الحقيقة والشخصية التي يؤديها».
وأضاف فراج «أول مرة احتاجت للكثير من التحضير كان أثناء دوري بمسلسل «تحت السيطرة». كان لابد أن أتدرب نفسيا لأعرف كل تفاصيل الشخصية، لذلك يجب أن يكون الممثل صادق مع نفسه. ومُلم بالمجهود النفسي والذهني المطلوب منه لأداء الشخصية بالشكل الأمثل».
القط: أنصح كل الممثلين بالفصل بين الحياة العملية والشخصية
وأخيرا، عقب الدكتور نبيل القط على ما ذكره الفنانين الموجودين على المنصة، قائلا «الاكتئاب أحد أكثر المشاكل النفسية التي يعاني منها الممثل، سواء أثناء المشهد وهو يحاول أداء الشخصية بالشكل الأمثل أو بعد الانتهاء من العمل وقبل عرضه، حيث يعاني من قلق شديد نتيجة انتظاره لمعرفة أراء الجمهور والصُناع حول عمله. بالإضافة إلى، عدم الأمان المادي نتيجة عدم وجود دخل ثابت».
وأضاف دكتور نبيل «من درس التمثيل يعلم جيدا أن الممثلين لديهم قدرة أعلى على ضبط النفس. وينتموا لفئة من الناس لديها دور مجتمعي مميز. ادعو الممثلين لرفض تحويل أنفسهم وأجسدهم لخدمة المخرج والمنتج والاستايليست. طبقا لأحدى الدراسات، يمكن للممثل عمل 146 دور خلال حياته منها 86 دور رئيسي فقط. إذا قدر على تنمية الوعي بالذات. أنصح كل الممثلين بالفصل بين الحياة العملية والشخصية. من خلال تبنى عادات تُغذى شخصيتهم وتزيد من وعيهم مثل الاحتفاظ بشيء شخصي أثناء التصوير».
الممثل يعاني من الانشقاق بعد الانتهاء من العمل الذي يقوم بتمثيله
وسلط الدكتور نبيل الضوء على ما يمر به الممثل بعد الانتهاء من عملا ما. قائلا: «يعاني الممثل من الانشقاق وهو أن ينشق جزء من الوعي. ليتبنى شخصية ثانية وهو ما نشعر به أحيانا أثناء القيادة. ويوجد بعض الحالات التي لديها انشقاق لدرجة التحدث بلغة أخرى. طبقا لأحدى الدراسات، أن السيدات هم الأكثر تضررا في صناعة السينما. نتيجة لاستغلال أجسدهم من قبل البعض مما يخلق العديد من المشاكل النفسية».
نون – الجونة