- أهم الأخبارسياحة وطيران

من ميدان التحرير إلى أحضان الأهرامات.. المتحف المصري يتحدى الإرهاب

نون خاص     

ما بين ميدان التحرير وميدان الرماية حيث أحضان الأهرامات، يقف المتحف المصري الكبير شاهدا على تاريخ الإنسانية، مسجلا بين مقتنياته شهادة على عراقة التاريخ المصري، والحضارة الإنسانية قديما وحديثاً،حتى أنه لم يعد مجرد مَعلَماً أثرياً وسياحياً مصرياً فحسب، بل تجاوز إلى كونه نقطة مضيئة على خريطة السياحة العالمية بما يحويه من ثروة هائلة من الآثار التي تسجل بين نقوشها تاريخ الإنسانية جمعا.

يعد المتحف المصري واحدا من أشهر المتاحف العالمية، وقد أنشئ عام 1835 حيث كان موقعه الأول بالقرب من «حديقة الأزبكية»، لكنه نقل لاحقا إلى قلعة صلاح الدين الأيوبي حيث استخدمت قاعة العرض المتاحة بالقلعة لعرض المقتنيات المتنوعة التي يحتويها المتحف.

يرجع تاريخ المتحف المصري إلى فترة حكم محمد علي باشا وعلى وجه التحديد في عام 1835 حينما أنشئت مصلحة الآثار والمتحف المصري ليتولى إدارتها يوسف ضياء أفندي، وبإشراف مباشر من الشيخ رفاعة الطهطاوي، وكان موقعه آنذاك في منطقة الأزبكية.

بعد وفاة محمد علي عام 1849، ونتيجة للاضطرابات تم نقله إلى قلعة صلاح الدين الأيوبي، وقد تم عرض كافة مقتنياته في قاعة واحدة.

انتقلت مقتنيات المتحف فيما بعد إلى منطقة بولاق، حيث قام الخديوي سعيد بتعين عالم المصريات أوجوست مارييت مسئولا عن أعمال الآثار في مصر وكذلك أعمال الحفر، حيث كان مارييت هو من اكتشف مدخل «السرابيوم» في منطقة سقارة كما أنه قام بأعمال الحفر في منطقة «جبانة العجل أبيس».

ورغم تمكن الخديوي سعيد من افتتاح، من إنشاء «دار الآثار القديمة» وكانت تعرف بـ«الأنتكخانة»، إلا أن افتتاحها لم يتم إلا في عهد الخديوي إسماعيل وتحديدا في عام 186، ونتيجة لفيضانات النيل التي كانت تصيب منطقة بولاق، لكنه تم نقله إلى أحد قصور الخديوي إسماعيل، بالقرب من حديقة حيوان الجيزة.

وفي عهد الخديوي عباس حلمي تم افتتاح الموقع الحالي بقلب القاهرة، في ميدان التحرير، وقد تم وضع حجر الأساس في أول أبريل 1897 بحضور الخديوي، وكان تصميم المتحف من إبداعات المهندس المعماري مارسيل دورنو والذي تم اختياره من بين 73 مشروع، حيث استعملت في إنشاءه أحدث أساليب العرض آنذاك، إلى أن تم الافتتاح الرسمي للمتحف في 15 نوفمبر 1902.

تخضع إدارة المتحف حاليا لإشراف قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار التابع لوزارة الآثار المصرية، وقد اعتاد على إدارته عدد من الشخصيات المصرية المرموقة بداية من أوجست مارييت، وكان أول من تولى مهمة إدارته فيما بين 1858 و 1881، ثم أعقبه جاستون ماسبيرو فيما بين 1881 و 1886 والملاحظ على الشخصيات التي تولت إدارة المتحف حتى قبل ثورة يوليو 1952 كانوا من غير المصريين، إلى أن جاءت الثورة لتخضع إدارته للمصريين بداية من محمود حمزة من بعد الثورة حتى مديرته الحالية صباح عبد الرازق التي تولت مهمة الإدارة منذ سبتمبر 2016 وحتى اليوم.

وبالقرب من منطقة أهرامات الجيزة يسارع المصريون الزمن للانتهاء من مشروع المتحف المصري الكبير الذي يقام على مساحة 117 فدان، بتكلفة وصلت إلى مليار دولار، حيث يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية ترجع إلى كافة العصور التاريخية المختلفة.

ويتصدر المتحف بهو فرعوني ضخم يستقر به تمثل الملك رمسيس الثاني، والذي يمثل واجهة لاستقبال الزائرين، فضلا عن قاعة مؤتمرات مجهزة بأحدث الوسائل لاستقبال الفعاليات الضخمة، بالإضافة إلى سينما حديثة، و28 محل تجاري، وعشرة مطاعم فخمة ومتكاملة لتقدم خدماتها للسياح المصريين والأجانب.

وبالقلب من مشروع المتحف المصري الكبير توجد قاعة الملك توت التي تصل مساحتها إلى 8200 متر مربع ويصل ارتفاعها 18 متر.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى