أصدرت وحدة الدراسات الأفريقية بمؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، تقريرًا بعنوان «بوكو حرام.. عائق أمام التنمية في أفريقيا».
أشار التقرير إلى أن الجماعات الدينية المتطرفة قد نشأت منذ أمد طويل في القارة الأفريقية، ويعتبر نمو الجماعات المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية في منطقة الساحل قد نتج عنه ازدياد وتصاعد العمليات الإرهابية في الكثير من بلدان المنطقة.
وذكر التقرير أن (بوكو حرام) مسؤولة عن سقوط أكثر من 37 ألف قتيل وأكثر من 19 ألف حالة قتل بسبب أعمال إرهابية منذ عام 2011 في «نيجيريا» بشكل أساسي وفي الدول المجاورة. طبقًا لمؤشر الإرهاب العالمي.
جماعة بوكو حرام ما زالت مستمرة
كما أن جماعة بوكو حرام ما زالت مستمرة في جرائمها الإرهابية. إذ إنه في مطلع ديسمبر عام 2020 قامت بقتل عشرات الفلاحين في ولاية برنو بنيجيريا بحجة تعاونهم مع قوات الأمن.
وأوضح التقرير أن تلك الجماعات تسعى لقيام خلافة إسلامية عن طريق القضاء علي من يعارض سياسة تلك الجماعة واستهداف المؤسسات. والسعي إلى تفتيت الدولة وتشتيت السلطات وإرباك الأوضاع الداخلية. وتثبيت نفسها في الصحراء والساحل والسيطرة على بعض المحيطات والجزر. والسعي إلى تأكيد قوه نفوذ ها واجتذاب المقاتلين والدعوة للانضمام إليهم. كذلك السعي نحو تَصدُّر مشهد التنظيمات الإرهابية في أفريقيا. واستهداف مقرات اللاجئين، وعرقلة حركة الإمدادات التجارية بين بعض دول أفريقيا.
وفيما يتعلق بأبرز التنظيمات الإرهابية في أفريقيا، أشار التقرير إلى أنه من أبرز الجماعات الإرهابية في القارة السمراء هي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وهى من اخطر التنظيمات الإرهابية الموجودة في أفريقيا، إذ إنها تضم أكتر من جماعة مكونة تحالف كبير ولاءه إلي تنظيم القاعدة.
أخبار ذات صلة:
-
ملتقى الحوار يصدر تقرير حول انتهاكات حقوق الأطفال بدول الساحل الأفريقي
-
ملتقى الحوار يصدر تقرير حول الصراعات المسلحة في دول غرب الساحل الإفريقي
-
التحالف المصري: معركة مسلحة بين تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا وبوكو حرام
-
مصر تندد بهجوم بوكو حرام الإرهابي في نيجيريا
وتأسست في عام 2017، وتتكون من (إمارة منطقة الصحراء الكبرى – جماعة أنصار الدين – كتيبة المرابطون – كتائب تحرير ماسينا) وذلك التحالف يشكل تهديدًا كبيرًا لدول الجوار وهي (تشاد – النيجر- بوركينا فاسو).
ونجد أيضًا حركة الشباب الصومالية التي نشأت عام 2004 وهي من أقوي وأقدم الجماعات الجهادية في أفريقيا، حيث نفذت الكثير من العمليات الإرهابية في أكثر من دولة أفريقية في كينيا وأوغندا وتفجيرات دامية في العاصمة «مقديشو».
وفي بلاد المغرب الإسلامي نجد من أقدم التنظيمات الإرهابية في أفريقيا التي تأسست عام 2006 وهي تنظيم القاعدة وهي امتداد للجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية.
وذكر التقرير أن من أهداف تلك التنظيمات تشتيت السلطات والقضاء على النفوذ الغربي في شمال أفريقيا، وامتد نشاطهم إلى الكثير من الدول الأفريقية، ومنها (تونس، ومالي، وساحل العاج، والنيجر).
تاريخ نشأة بوكو حرام
وفيما يتعلق بتاريخ نشأة بوكو حرام، جاء بالتقرير أن «بوكو حرام» تأسست في أفريقيا وتحديدا «نيجيريا»، وكانت الجماعة مكونة من مجموعة من الشباب الذين يدرسون التعاليم الإسلامية برؤية متشددة، وكان يتزعمهم «محمد علي» والذي يعود إليه تاريخ تأسيس الجماعة، وحقيقة نشأتها تعود لعام 1995م على يد أبو بكرلاوان.
وقد نفذت الجماعة الكثير من العمليات الجهادية، حيث شنت سلسلة من الهجمات عام 2009م على مراكز الشرطة والمباني الحكومية في «مايدوغوري» عاصمة ولاية «بورنو»، ودخلت الشرطة النيجيرية في صراع مع بوكو حرام أدى إلى مقتل المئات من أنصار بوكو حرام وهروب الكثير من سكان المدينة وقامت قوات الأمن باعتقال مؤسسها «محمد يوسف» وإعدامه.
وأوضح التقرير أن أيدلوجيتهم تظهر من خلال حديثهم عبر الفيديوهات، بأنهم يرفضون كل ما يتعارض مع أفكارهم وآرائهم ولو كان مسلم يصلي في المسجد، وهجومهم للمسيحيين أمر من الله، وأعتبر أن الجهاد بهدف الدفاع عن الدين والعقيدة الصحيحة من وجهة نظرهم.
تنظيم الدولة الإسلامية
أما فيما يتعلق بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، فقد جاء بالتقرير أنه بوجود أمريكا بالعراق وحروبها في العالم العربي والثورة السورية ضد الحكم، ظهر جزء مضاد وهو التنظيمات المعارضة مثل جبهة النصرة، وتنظيم الدولة الإسلامية أو ما يعرف بداعش، الذي يهدف إلى إعادة «الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة»، ويرجع تأسيس التنظيم لـ«أحمد فاضل نزال الخلايلة» (أبومصعب الزرقاوي) وهو أردني الجنسية.
وجود داعش في أفريقيا
وأشار التقرير فيما يتعلق بوجود «داعش» في أفريقيا إلى أنه بعد هزيمة داعش في الشرق الأوسط وتراجع نفوذه، بدأ يبحث عن مكان آخر ليبسط نفوذه عليه، وكذلك سياسة داعش في مناصرة التنظيمات الإرهابية الأفريقية وكان أخرها مبايعة بوكو حرام لداعش، ومن هنا بدأ نشر جهادين داعشيين في أفريقيا لتعزيز وجود التنظيمات الأخرى، وإنشاء قاعدة أخرى.
تقوم أيدلوجية «داعش» على السلفية الجهادية، وإقامة خلافة إسلامية في الشام والعراق، وتكون هذه الإيدلوجية تبع الشريعة الإسلامية السنية، وقد أدرجت ضمن المنظمات الإرهابية المتطرفة.
وذكر التقرير أخطر العمليات الإرهابية التي قامت بها «بوكو حرام» وتنظيم الدول الإسلامية «داعش» خلال عامي 2020 و2021.
وفيما يتعلق بدور الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والمجتمعات. فقد أوضح التقرير الخطوات والإجراءات التي قاموا بها لمواجهة التنظيمات الإرهابية. والتي كان من أهمها توفير التدريب والدعم اللوجيسـتي لقوات مكافحة الإرهاب الأفريقية. والنظر في تشكيل وحدة خاصة لمكافحة الإرهاب تحت مظلة القوة الأفريقية للتدخل السريع (ASF). كما تم تشكيل فريق عمل يضم جميع الأطراف المعنية لمكافحة الإرهاب بما في ذلك لجنة الأركان العسكرية لمجلس السلم والأمن والهيئات الإقليمية ووكالات التعاون الأمنى التابعة للاتحاد الأفريقي.
مكتب مكافحة الإرهاب في أفريقيا
كما وقّعت المغرب ومكتب الأمم المتحدة اتفاقيةً لإنشاء «مكتب مكافحة الإرهاب في أفريقيا» في العاصمة الرباط، عام 2020. كما اعتمد مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2457 في فبراير 2020م المتعلق بمبادرة «إسكات البنادق في أفريقيا»؛ بهدف تخليص أفريقيا من النزاعات. وتهيئة الظروف المواتية للنمو والتنمية في القارة السمراء. واتخذ مجلس الأمن الدولي قراره رقم 2170 في 15 أغسطس 2014 بشأن فرض العقوبات على «داعش». كما أدرج المجلس في 19 نوفمبر 2014م، تنظيم «أنصار الشريعة» الليبي. على القائمة السوداء للتنظيمات الإرهابية. بسبب ارتباطه بتنظيمي القاعدة وداعش.
وانتهى التقرير إلى عدد من التوصيات كان من أهمها:
1- تعزيز قدرات المراقبة العسكرية وزيادة عدد الطائرات المروحية ومضاعفة قوات جهاز مكافحة الاٍرهاب وقوات الرد السريع.
3- نشر قوات دولية من أجل مكافحة تمدد التنظيمات الإرهابية ومن ثم وضع خطط إستراتيجية عسكرية من أجل تضيق السبل عليهم.
4- وضع قوانين رادعة لكل الدول التي تدعم «داعش» أو «بوكو حرام».
5- جمع معلومات استخباراتية وتحليلها في المراكز لتحليل المخاطر، وتفادي مخاطرهم قدر المستطاع، ومعرفة نقاط ضعفهم.
6- تعزيز الاتحاد الأوروبي دعمه السياسي والمادي لمجموعة دول غرب أفريقيا.
7- توفير قيادات على كفاءة قتالية وعسكرية في أماكن بؤرة الإرهاب. بالتعاون مع قيادات الأمم المتحدة وحكومات الدول التي بها إرهاب.
8- ضمان إعطاء الأولوية لمكافحة الإرهاب، وضمان ربط الأعمال المهمة المتعلقة بمنع التطرف العنيف بالاستراتيجية.
9- تبادل المعلومات مع الحكومات عن أية جماعات تمارس أعمالًا إرهابية.
10- معالجة الأزمات التي تساعد على انتشار الإرهاب، وضمان احترام حقوق الإنسان للجميع؛ لمكافحة الإرهاب.
11- تعزيز الأمن وفرض الرقابة على الحدود.
12- تحييد الدور الدولي حيث إن التدخلات الخارجية في القارة لا تؤدي إلى الحد من ظاهرة العمليات الإرهابية العسكرية. بل تؤدي إلى تصاعد الظاهرة حيث تتركز تلك التدخلات على الاعتماد على الأداة العسكرية. ومن ثم لا تعالج الجذور المسببة للظاهرة.
13- توفير التدريب والدعم اللوجيسـتي لقوات مكافحة الإرهاب الأفريقية.
14- محاولة التصدي ومعالجة قضايا الفقر والبطالة والتفاوت في الدخول والثروة والاضطهاد الديني. لأن تلك الظروف تعزز التطرف وتجعل الانضمام إلى الجماعات المسلحة خيارًا يسيرًا لكثير من الشباب في تلك القارة.
نون – القاهرة