في اللحظات الحرجة من معركة الشعب الصيني ضد فيروس «كورونا»، أرسل الرئيس عبدالفتاح السيسي على الفور برقية تضامن ومواساة إلى الرئيس شي جين بينغ. كما سافرت وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد إلى الصين وقامت بتقديم إمدادات لمكافحة فيروس كورونا. وهو ما يعبر عن الصداقة العميقة بين الصين ومصر.
ورد الجانب الصيني الجميل، على صعيد المساعدات المادية، حيث نقلت الحكومة الصينية ثلاث دفعات من مواد الإغاثة الطارئة إلى الحكومة المصرية خلال شهر واحد، بلغ إجمالي وزنها أكثر من 35 طنًا. وتبرعت الحكومة والشركات الصينية بأقنعة وملابس واقية وكواشف اختبار وأنظمة فحص الرئة بالذكاء الاصطناعي بالأشعة المقطعية ومقاييس حرارة وأجهزة تنفس ومعدات تشخيص بالموجات فوق الصوتية دوبلر ملونة وخطوط إنتاج للأقنعة الطبية وما إلى ذلك لمصر، بقيمة تراكمية تزيد عن 7.05 مليون دولار أمريكي.
واليوم تمر ذكرى 65 عامًا على بدء العلاقات المصرية الصينية على كافة المستويات الإنسانية والتجارية والاستثمارية والصحية والاقتصادية.
واللافت أن هناك تزايدًا في حركة التجارة والاستثمار بين مصر والصين، حيث اعتبرت الصين القاهرة هي بوابتها الرئيسية إلى السوق الأفريقية، كما ساهمت الصين بشكل كبير في حركة التنمية في مصر في مجالات تعزيز الصناعة، وتسهيل التجارة، وترابط المنشآت، وبناء القدرات من أجل التقدم بسلاسة.
وفي عام 2020، صمدت التجارة بين الصين ومصر أمام اختبار الوباء وأظهرت نمو مطرد، ولا تزال الصين هي أكبر شريك تجاري لمصر.
وفقًا لإحصاءات الجمارك الصينية، في الفترة من يناير إلى نوفمبر 2020، بلغ حجم الواردات والصادرات الثنائية للسلع بين الصين ومصر 12.895 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 10٪ على أساس سنوي.
من بينها، بلغت صادرات الصين إلى مصر 12.06 مليار دولار أمريكي، بزيادة سنوية قدرها 12.2٪ وكانت أهم سلع التصدير هي المعدات الكهربائية والإلكترونية، والأجهزة الميكانيكية، والمركبات، وقطع الغيار.
الجدير بالذكر، أن صادرات الصين من 12 نوعًا من المواد المضادة للوباء إلى مصر بلغت 234 مليون دولار، وهي زيادة كبيرة تبلغ 105.81 ٪.
وساهم ذلك مساهمة إيجابية في مكافحة مصر للوباء.، حيث استوردت الصين 835 مليون دولار أمريكي من مصر. بانخفاض سنوي قدره 14.6٪. والسلع الرئيسية المستوردة هي منتجات النفط والغاز والفواكه والأحجار.
يرجع التراجع الطفيف في واردات الصين من مصر بشكل رئيسي إلى الانخفاض الحاد في صادرات منتجات النفط والغاز. كما تدعم الصين مصر في إنشاء مركز إقليمي للطاقة وتأمل في زيادة واردات الطاقة من مصر.
تولي الحكومة الصينية أهمية كبيرة للالتزام بفتح السوق أمام المنتجات الزراعية المصرية. وتعزيز التنمية المتوازنة والصحية للتجارة الثنائية بين الصين ومصر.
التعاون في مجال الاستثمار بين الجانبين
وفقًا لإحصاءات وزارة التجارة الصينية، في الفترة من يناير إلى سبتمبر 2020. بلغ الاستثمار الصيني المباشر الجديد في مصر 89.33 مليون دولار أمريكي. بزيادة قدرها 19.3٪ عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وتستمر المشاريع الموجودة في زيادة رأس المال. بما في ذلك النفط والغاز، وتصنيع الأجهزة المنزلية، وإنتاج مواد البناء، وإنتاج الدراجات النارية، والاقتصاد الزراعي، وغيرها من المجالات. كما تشمل شركات الاستثمار الرئيسية مثل ساينوبك وهاير وYantian Port وWuxi Hengtian وHaida وZhengbang وغيرها.
أخبار ذات صلة:
-
التجارة والصناعة: الزيارات الرئاسية بين مصر والصين أحدثت طفرة في التعاون الاقتصادي
-
لمكافحة كورونا.. خط إنتاج للكمامات الطبية بين مصر والصين
-
مد معاهدة حسن الجوار والصداقة والتعاون بين الصين وروسيا تلقائيا لـ5 سنوات
-
الرئيس المصري في جيبوتي لبحث التعاون الأمني والاقتصادي
وتم تنفيذ المشاريع الجديدة بنجاح. وحصل الطرفان على مشاريع تعاون جديدة في مجالات المواد الطبية وطباعة المنسوجات والصباغة وموانئ النقل ومركبات الطاقة وأحرزوا تقدمًا إيجابيًا.
ويناقش الجانبان أيضًا، تعاونًا جديدًا في مجالات الإمدادات الطبية والصلب والمنسوجات والنقل والطاقة الجديدة. وإعادة تدوير القمامة ومعالجة مياه الصرف الصحي.
ووفقًا لإحصاءات المكتب الاقتصادي والتجاري بالسفارة الصينية بالقاهرة، تجاوزت استثمارات الصين في مصر 7.7 مليار دولار.
بعد 12 عامًا من البناء، أصبحت منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر «تيدا» منطقة صناعية تتمتع بأفضل بيئة شاملة، وأعلى كثافة استثمارية وأعلى وحدة إنتاج في مصر.
ونهاية ديسمبر 2020، اجتذب المشروع 96 شركة واستقرت به، باستثمارات فعلية تجاوزت 1.25 مليار دولار أمريكي، وتجاوزت المبيعات التراكمية 2.5 مليار دولار أمريكي، ودفع ضرائب ورسوم قرابة 176 مليون دولار أمريكي.
وتم توظيف حوالى 4000 شخص بشكل مباشر، كما تم توظيف أكثر من 36 ألف شخص في الصناعة.
وتم بناء البنية التحتية بشكل سلس، والانتهاء من بناء البنية التحتية على مساحة 2 كيلومتر مربع في منطقة التوسع.
والانتهاء من بناء مصنع قياسي بمساحة 24600 متر مربع ومستودع جمركي خارجي بمساحة 5000 متر مربع ووضعهما قيد الاستخدام.
وتستمر رقعة التوظيف بالتوسع أيضًا، حيث بدأ مشروع المستودعات الخارجية المرهونة التشغيل رسميًا، كما حصلت أعمال السيارات المستعملة أيضًا على مؤهل الترخيص التشغيلي الحصري الصادر عن حكومة المملكة العربية السعودية.
يذكر، أن منطقة «تيدا» لا تفتح أبوابها أمام الشركات الصينية فحسب، بل أيضًا ترحب بالمستثمرين من مصر ومن جميع أنحاء العالم للاستقرار في منطقة السويس الاقتصادية الخاصة وTEDA.
التعاون الصيني – المصري في مجال التعليم المهني
فى ديسمبر 2020، تم افتتاح «الافتتاح السحابي» لورشة عمل Luban في مصر رسميًا للتشغيل، مع العديد من غرف التدريب الاحترافية لتطبيق وصيانة معدات CNC. وتكنولوجيا تطبيقات الطاقة الجديدة. وتكنولوجيا تطبيقات وصيانة السيارات، وتكنولوجيا التصنيع باستخدام الحاسب الآلي.
ونجحت كلية التكنولوجيا التطبيقية المصرية – الصينية بجامعة قناة السويس في تسجيل جلسات متعددة للطلاب، ويعمل الجانبان على تعزيز بناء مركز للتدريب المهني والتقني في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وقامت شركةJushi Egypt Fibrglass Ltd، والمركز القومي المصري للبحوث (NRC) بتأسيس المختبر الوطني الصيني – المصري للألياف الزجاجية والمواد المركبة عالية الأداء ويستمر العمل بها بسلاسة.
تعتبر الشركات الصينية زيادة توظيف الشباب من المهام الرئيسية لها للوفاء بمسؤولياتها الاجتماعية، وتوفير الوظائف لتدريب طلاب المدارس المهنية المصرية.
في مارس 2020، وقعت شركة هواوي مصر، والمعهد القومى لبحوث الاتصالات (NTI) التابع لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية مذكرة تفاهم في القاهرة لتأسيس أكاديمية هواوي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وهو أول مركز تدريب وطني للتحول الرقمي في مصر.
وفى عام 2020، قامت 12 جامعة مصرية رئيسية بدمج المواد التدريبية الخاصة بأكاديمية Huawei ICT Network Academy في مناهج مناهجها الجامعية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
واعتبارًا من نهاية عام 2020، تعاونت Huawei مع مؤسسات التعليم العالي المصرية لإنشاء 77 أكاديمية هواوي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مصر . من ضمن مخطط بناء 100 أكاديمية في غضون ثلاث سنوات من 2019 إلى 2021.
شارك أكثر من 5400 طالب جامعي مصري في التدريب، حصل أكثر من 3000 منهم على شهادات مهنية.
وشارك في مسابقة هواوي العالمية لمهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لعام 2020 أكثر من 23 ألف طالب وطالبة من الجامعات والكليات المحلية في مصر. وحصل عدد المسجلين على المرتبة الأولى في العالم. وفي الوقت نفسه فاز الوفد المصري أخيرًا بالجائزة الكبرى لـ«كلاود تراك».
التعاون الثنائي في البنية التحتية
لم تتأثر مشاريع البناء بشكل كبير أثناء الوباء. وهو النهج ذو الشقين للوقاية من الوباء والإنتاج من قبل الشركات الصينية في مصر.
تجاوز الهيكل الرئيسي للبرج الأيقوني المرحلة الأولى من مشروع CBD العاصمة الإدارية الجديدة 53 طابقًا (حوالي 260 مترًا). وقد تم تعلية الهيكل الرئيسي المكون من 8 مبانٍ فردية. تتقدم المرحلة الأولى من مشروع السكك الحديدية الخفيفة بمدينة العاشر من رمضان بسلاسة. وسيصبح أول خط سكة حديدية كهربائية خفيفة في مصر.
بالإضافة إلى ذلك، وقع الجانبان مذكرة تفاهم للتعاون في المرحلتين الثانية والثالثة من المشروع في نوفمبر 2020.
تم الانتهاء من مشروع خط نقل 500 كيلو فولت الذي تنفذه شركة صينية. وهو أكبر مشروع خط نقل في مصر بأعلى مستوى جهد وأوسع تغطية.
مما يخفف بشكل كبير من مشكلة نقص الطاقة، ويقود تنمية الصناعات المنبع والمصب. ويوفر زخمًا للتنمية الاقتصادية في مصر. كما أوشكت أعمال توسعة مشروع ميناء «تشاينا هاربور» العين السخنة على الانتهاء.
نون – القاهرة – هدى أيمن