اخترنا لكنون والقلم

مصر ..المحروسة

في الوطن العربي، الموت يمشي في الشوارع، ولا اشارات حمراء، سوى دم الضحايا .يقتحم البيوت والمساجد والكنائس .آخر الضحايا لم يكونوا يحملون سلاحاً بل ايماناً في قلوبهم بأن الخير أبقى من الشر وان مصر المحروسة اقوى من الفتنة وأبقى  .

و[bctt tweet=”حين يجرح أحد مصر يسيل الدم من كل عربي شريف” via=”no”]. [bctt tweet=”حين نعطش نتذكر النيل وعندما نرتوي نفتح كتب التاريخ ونقرأ كيف كتب المصريون التاريخ” via=”no”] من عهد خوفو وخفرع الى عهد عمرو بن العاص الى عهد عبد الناصر.ندخلها آمنين، ونقيم في حضنها مكرمين .

«أهلاً يا افندم دي مصر نوّرت» . من منا لم يفرح قلبه ولم يحس بالأمان حين يسمع هذا الترحيب عندما وطأت طائرته أرض مطار القاهرة؟ أي عربي لم يشعر بأن مصر أمه الباقية إذا ما رحلت أمه أو ضاقت به صدور الأوطان؟

[bctt tweet=”الأمان سر مصر وصدرها الحنون” via=”no”]. لكن ثمة من يحاول تعكير صفو النيل والعبث بالجغرافيا التي توأمت بين المصريين والمصريين وبين المصريين والعرب. إنها لعبة الأمم التي تتحكم بها الأمة «اللّمَم» من بني صهيون. وللأسف استطاعت من خلال الأيدي العمياء والعقول المغسولة بالترهات أن تلطخ ثوب بهية بالدم وصوت ياسين  بالدمع. أن تدلق كاسة الشاي من يد عم حسنين في الشارع المحاذي للأمل فيرسم على الأرض لوحة باهتة للحياة البسيطة بساطة القادم الى «أم الدنيا» من الصعيد والنوبة وسيناء.

يوم الاحد الاسود، غسل ابناء مصر المسيحيون قلوبهم، ملأوها بالمسرة، وذهبوا الى كنائسهم ليحتفلوا بعيد الشعانين .يدعون لمصر بالازدهار والاستقرار والبركة وللبشرية بالامن والسلام،  لكن في كنيستي طنطا والاسكندرية كان اعداء الحياة لهم بالمرصاد .قنبلتان بشريتان قتلتا وجرحتا العشرات في داري عبادة، مزقتا اجسادهم فسال الدم في ارض الكنيستين وبكى الفرح  .

وحشان داعشيان فجّرا أنفسهما بالاطفال والنساء والمسنين الذين كانوا يبتهلون الى الله ان يعم السلام مصر والعالم .

ان من غسل ادمغة هؤلاء وحولهم الى شياطين هو الشيطان الاكبر القابع في العقيدة الصهيونية .هو نفسه الذي يؤمن انه وحده شعب الله المختار،  ومن سواه «اغيار يجب قتلهم أو تحويلهم الى عبيد له . الدواعش هم الذين ارتضوا ان يكونوا عبيداً للصهاينة .ألبسوهم العمامة،  مسحوا ادمغتهم وحشوها باسلام مشوّه ليشوهوا الاسلام ويحرقوا العرب بنار الفتنة التي اشد من القتل .لقد عاثوا خرابا في بلاد المسلمين باسم الاسلام .من العراق الى سوريا الى اليمن . وألبوا العالم على المسلمين من السويد اقصى شمال الارض الى جنوب الجنوب حتى اصبحت صورة المسلم مرادفة للوحشية .حاشا انها كذلك فالذي يأمر جنوده الا يقتلعوا شجرة ولا يقتلوا شيخاً لا يمكن ان يرضى ان يقتل مسلمٌ بشرا في دار عبادة .ومن اعطى المسيحيين عهدة عمرية سارية منذ مئات السنين حتى الآن  تأمن لهم اموالهم وعبادتهم، وحافظ في كنيستهم بالقدس لا يمكن الا ان يقتل الدواعش لو كان بيننا الآن .

ان كان ثمة رسائل ساسية من وراء العمليتين الارهابيتين في طنطا والاسكندرية وما يجري في سيناء فان اهمها « سندمر مصر كما دمرنا العراق و سوريا » وبذلك تتحقق مطالب بن غوريون اول رئيس وزراء للكيان الاسرائيلي حين قال ان انشاء اسرائيل لا يكتمل الا بتدمير جيوش مصر وسوريا والعراق !! لكن [bctt tweet=”مصر عصية على من يحاول التفرقة بين ابنائها ولن يستطيع ان يغير دمها فالنيل لا يغير مجراه.” via=”no”]

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى