نون والقلم

محمود دشيشة يكتب: هل للحشود الأمريكية في الخليج العربي فائدة؟

لم تشارك القوات الأمريكية في حدث في أي دولة عربية إلا وكانت الخسارة فادحة لهذه الدولة هكذا تعلمنا من التاريخ و لعل العراق والصومال مثالين واضحين تماما لتحول الدولة إلي لا دولة كما حدث في الصومال وإلي شبه دولة كما هو في العراق و لذلك فمن حقنا كأمة عربية أن نتساءل ونبحث في الفائدة التي عادت علي شعوب الخليج العربي عندما حشدت أمريكا قواتها في الخليج العربي وقامت بمظاهرة عسكرية .

النتائج حتى الآن عكس ما كانت تتوقعه فقد تم ضرب ٤ ناقلات نفط حتى الآن تحت أعين وبصر القوات الأمريكية وحضورها الحاشد و كل ما ترتب علي ذلك تصريحات من كل المسئولين الأمريكان والأوربيين يتهمون إيران  بضرب ناقلات النفط ويتوعدون بالرد وفي نفس الوقت صعد الحوثيون  باليمن من ضرباتهم للسعودية بأسلحة يعلم العالم كله أنها ليست يمنية وصلت حتى ضرب المنشآت النفطية بمحافظة الدوادمي وسط السعودية و ضرب مطار أبها المدني في الجنوب .

أخبار ذات صلة

من الواضح أن العالم كله يتمني أن لا تنشب الحرب في الخليج العربي لأن ٦٠ % من صادرات النفط للعالم كله تمر من هذا الخليج الملتهب ولعل في سرعة تدخل الوساطة اليابانية بين إيران و أمريكا لتهدئة الأمور ما يؤكد أن هناك دولا لا تستطيع تحمل قيام هذه الحرب لما لها من أضرار و دمار علي اقتصادها، كما أن غلق مضيق هرمز أضراره ستحل علي كافة دول العالم ولكن هل ستكون أمريكا من المتضررين من هذه الأجواء الملتهبة؟

الإجابة الصحيحة أن أمريكا هي المستفيد الأول المباشر من كل هذه الأحداث فهي لا تحرك قطعة سلاح مجانا بل تتسلم ما تطلبه مقدما وقد وصلها ما يقارب النصف تريليون دولار في زيارة ترامب للسعودية فقط، كما زادت مبيعات السلاح لكل دول الخليج بمعدل غير مسبوق كنتيجة مباشرة للتخوف من نشوب حرب قد تحدث في أي لحظة، كما أن القواعد الأمريكية تم استنفارها في كل دول الخليج وهذا الاستنفار ليس مجانا أبدا، بالإضافة إلي إن احتياطات البترول التي خزنتها أمريكا وصلت لأرقام قياسية تجعلها مطمئنة أن اقتصادها لن يتأثر بهزة مفاجئة لو أخذت إيران القرار بالبدء في هذه الحرب وهو ما يؤكد أن أمريكا لم تتضرر حتى الآن مما يحدث وكنت قد ذكرت في مقال سابق أن أمريكا حشدت قواتها وأرسلتها للخليج العربي في مظاهرة عسكرية بناءا علي خطة موضوعة مسبقا لها أهداف محددة تعلمها هي وحدها ولن تستشير فيها أحدا ولا حتى دول الخليج العربي التي هي في المواجهة المباشرة في هذه الأحداث، ولا قدر الله لو نشبت الحرب فستكون كارثة علي الوطن العربي كله تأكل الأخضر واليابس ولن تنتهي بسهولة فمازالت إيران تناور وتضغط بكل الكروت حتى لا تجلس علي طاولة المفاوضات وهي صاغرة، والموقف الروسي والصيني لا أعتقد أنهما سيكونا داعمين لأمريكا في هذه الأزمة أو حالة حدوث حرب فماذا ستحمل لنا الأيام القادمة؟ .. كل العالم يتابع .

 

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى