نون والقلم

محمود دشيشة يكتب: معارك إثيوبيا الأخيرة

تمر إثيوبيا بأيام عصيبة وحربا أهلية شملت كل أقاليمها تقريبا وكل يوم تعلن دولة عن إجلاء رعاياها من إثيوبيا. ويصدر بيانا من جبهة تحرير تيغراي يعلن فيه عن انتصاراته. وأنه يقترب من دخول العاصمة أديس أبابا. وطبقا لأخر بيان كانت قوات التيجراي علي بعد أقل من مائة كيلومتر منها. فكيف تعامل آبي أحمد مع هذه الهزائم المتتالية له وما هي سياساته لكي يخرج منتصرا كما يتصور هو .

لعل أول ما قام به آبي أحمد هو التوسع في الاعتماد عسكريا على الدعم من الصين و تركيا و إيران و بعض وكالات الأنباء تتحدث عن دعم عسكري إماراتي أيضا وهو ما مكنه من الحصول على عدد كبير من الطائرات المسيرة من تلك الدول يظن أنه يستطيع أن يستعيد زمام الأمور. وحتى يستطيع الإعلام لديه أن يتحدث عن أية انتصارات مما يرفع من معنويات قواته المنهارة. والتي استسلم الآلاف منها على جبهات القتال أمام قوات التيجراي.

وقد تحرك هو بنفسه إلى الإقليم العفري لطرد قوات التيجراي منها. في محاولة للضغط علي قوات التيجراي للعودة لحماية أقاليمهم وهو ما يعني أنه يهدد عاصمة التيجراي. في مقابل تهديدهم للعاصمة أديس أبابا وكان ثاني الإجراءات صناعة عدو خارجي ليلتف حوله الشعب الإثيوبي بكافة عرقياته.

وهو لن يبحث كثيرا لأنه هاجم بالفعل الجيش السوداني في الفشقة داخل حدود السودان مما جعل أخبار المعارك بين الجيشين الإثيوبي والسوداني تتصدر كافة عناوين وكالات الأنباء العالمية والمحلية.

كما أتهم مصر والسودان بدعم قوات إقليم التيجراي وحركة تحرير بني شنقول التي قال إنها هاجمت سد الموت الإثيوبي مرتين خلال الفترة الأخيرة وأن الحدود بين السودان والتيجراي تستخدم لتدريب الحركات المسلحة ضده ثم تعود للداخل الإثيوبي رغم أن السودان يتحمل عبء عشرات الآلاف من النازحين من إثيوبيا من إقليم التيجراي وحده .

أما الحديث عن السد فقد خرج أحد وزراء آبي أحمد ليعلن للمرة المائة عن قرب توليد الكهرباء من السد الإثيوبي. وأن كل الدول الإفريقية ستستفيد من هذه الطاقة وأن نسبة تنفيذ السد وصلت إلى 83 %. مما يبعث الأمل لدي الإثيوبيين ويجعلهم يلتفوا حول آبي أحمد. ونسي أن كل دول أوروبا وأمريكا سحبوا رعاياهم من إثيوبيا ومنهم العمال والمهندسين بالشركة الإيطالية التي تقوم ببناء السد وهو ما فضح كذب الحكومة الإثيوبية وعلى رأسها آبي أحمد.

أما عن موقف الدول العظمي فقد أسرعت أمريكا في إجلاء رعاياها و نشر قواتها الخاصة لحماية سفارتها ومنشأتها. مما أغضب إثيوبيا بشدة لأن إجراء إعلان إجلاء الرعايا تلاه إجلاء رعاياه عدة دول أوروبية وعربية. كما طبقت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات علي الجيش الإريتري وحكومة أسياسي أفورقي. بسبب اشتراكهم في مذابح ومجازر واغتصاب النساء والسرقة والنهب في إقليم إريتريا.

ومن الواضح أن إريتريا تدعم إثيوبيا عسكريا بقوة وتحاول إخفاء دورها في دعم آبي أحمد في حين أن الصين وروسيا مازالا يدعمان إثيوبيا ورفضوا إجلاء رعاياهم كما حالوا دون صدور قرار من مجلس الأمن بإدانة إثيوبيا.

ومما سبق فإن هذه الإجراءات التي اتخذها آبي أحمد يحاول بها وقف الانهيار الذي طرأ على جبهات القتال في الفترة الأخيرة ويحاول محو صورة الجيش الإثيوبي الذي يتم أسر قواته بالألاف و استعراضهم في شوارع إقليم التيغراي .

 

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

زر الذهاب إلى الأعلى