نون والقلم

محمود دشيشة يكتب: حسابات تركيا الغامضة

خريطة الأحداث في الشرق الأوسط تتحرك علي مدار الساعة .. متسارعة لا تتوقف مثل بندول الساعة القديمة ومتشابكة وغامضة ومن لا يجيد اللعب بالقوة والدبلوماسية فسيخرج حتما وقد لا يعود.

وهكذا تستطيع أن تفسر أن تركيا تشتري منظومة الدفاع الجوي الروسي s400 ولا تعبأ بتهديدات أمريكا بفرض العقوبات عليها بعدم تسليمها طائرات الـ f 35 وهي أحدث الطائرات الأمريكية ومع أن تركيا ضد روسيا في سوريا فهي داعمة لجبهة النصرة،  وضد نظام بشار الأسد الذي تدعمه روسيا عسكريا وبقواتها أيضا، وفي نفس الوقت فتركيا عضو في حلف الناتو الذي يتولي الدفاع عن أوروبا، ومع ذلك فالعلاقة بين تركيا والاتحاد الأوروبي متوترة جدا ويتصاعد التوتر نتيجة إصرار تركيا علي فرض الأمر الواقع بالقوة والتنقيب عن الغاز في المياه الإقليمية لدولة قبرص التي أحتل الأتراك ثلثها وأعلنوها دولة مستقلة لا تعترف بها إلا تركيا فقط دونا عن دول العالم كله.

وحتما لن يترك الاتحاد الأوربي قبرص دون دعم أمام تركيا ويستعد هو الأخر لفرض عقوبات علي تركيا وفي نفس الوقت تعادي تركيا مصر والسعودية والأمارات، بسبب دعمها الأخوان في ليبيا وإمدادهم بالسلاح والخبراء العسكريين علنا ودون مواربة، وكذلك دعمها لقطر في مواجهة السعودية والأمارات وإرسالها لقوات عسكرية لدعم النظام في قطر، وتستغل قطر كل إمكانياتها الدولية وإعلام الجزيرة القطرية للتشهير بالمملكة السعودية ودولة الإمارات ومصر، ولعل مطالبة أردوغان بفتح تحقيق دولي في وفاة محمد مرسي رغم وفاته في المحكمة أمام أعين كل من كان حاضرا في المحكمة و تباعه سياسة الصوت العالي في كل المحافل الدولية ضد مصر رغم أنه لم يجني منها أية مكاسب لتركيا .

و إذا تمعن القارئ في هذا المقال فسيجد أن كلمة إسرائيل التي تحتل فلسطين التي بها المسجد الأقصى أولي القبلتين لم ترد لأن تركيا لا تجد لها مصالح متضاربة معها رغم تظاهر أردوغان الدائم بعدائه لإسرائيل بل ويصل الغلو ببعض مؤيديه لوصفه بحامي حمي المسلمين وأمير المؤمنين وهو الحليف الاستراتيجي الذي لا تجد له أي سياسة أو إجراء تجاه الكيان الصهيوني فإلى أين ستصل هذه السياسات بتركيا التي تعادي بها القوي العالمية و الإقليمية .

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى