محمود دشيشة يكتب: الكابوس الإثيوبي
إثيوبيا مستمرة علي خط سياسي لم تغيره منذ بدأت بناء سد الخراب على أراضي أقليم بني شنقول الذي هو أرض سودانية في الأصل. فهي تعتمد علي استهلاك جهود مصر والسودان في مفاوضات عبثية لا طائل منها ولا تؤدي إلى أي نوع من الاتفاقات الملزمة.
كما تنفي وجود أي اتفاقيات دولية تاريخية بينها وبين مصر والسودان وتقول إن هذه الاتفاقيات استعمارية. وبذلك يضيع حق مصر والسودان التاريخي في مياه النيل. كما ترفض تدويل القضية أو عرضها علي الأمم المتحدة أو مجلس الأمن. وعندما شاركت في المفاوضات برعاية أمريكية رفضت التوقيع في نهاية المفاوضات وانسحبت ولا تقبل إلا بالمفاوضات تحت رعاية الاتحاد الأفريقي الكسيح الذي لا حول له ولا قوة.
ولم ينتج عن المفاوضات طوال عشر سنوات كاملة إلا إكتمال السد و تنفيذ الملء الأول للمياه. وأصبحنا علي أبواب الملء الثاني بعد أيام قليلة. وإذا اكتمل هذا الملء الثاني أصبحنا تحت سيطرة إثيوبيا سيطرة تامة. فهي إن شاءت فتحت لنا المياه لنشرب ونزرع ونصنع أو أبت أن تفتح السد فتضيع مصر بمن فيها. كما أنها لو أرادت تدمير السودان فكل ما عليها هو فتح سد الخراب الإثيوبي. فتكتسح المياه كل المدن السودانية. وتنهار السدود وتغرق السودان. كما غرقت بعض مدنها العام الماضي لمجرد أن إثيوبيا فتحت السد و سربت مليار واحد من المياه خلال ساعات قليلة .
لا أعلم ماذا بعد الهدوء المصري طوال هذه السنوات العشر. التي تفنن فيها الأحباش في التصرف معنا علي أنهم دولة عظمي. وأننا عاجزون على أن ندافع عن حقنا في مياه النيل التي هي حياتنا. وهل سيظل هذا الهدوء حتى نتفرج علي الأحباش و هم يملأون السد. وبعدها نتسول منهم المياه ونحن نعلم أنهم لا يعترفون إلا بالقوة والسيطرة وفرض الأمر الواقع ولا رحمة حتى بينهم أنفسهم.
فقد قاد آبي أحمد جيوش الميلشيات الإثيوبية و استعان بجيش إريتريا ضد مواطنيه في أقليم تيجراي الذين رفضوا تأجيله للانتخابات وحولهم إلى لاجئين ومشردين ونهب كل ما يمكن نهبه من أقليم التيجراي الذين كانوا بالأمس القريب حكاما لإثيوبيا.
ومازالت الفيديوهات تتوالي عن نهب و سلب الميلشيات الإثيوبية الأمهرية والإرتيرية لكل ما يمكن سلبه ونهبه منهم والآن يهدد السودان بالحرب إن لم يرجع الجيش السوداني و يترك أراضي السودان المنزرعة أكثر من مليوني فدان احتلها الأحباش طوال خمسة وعشرون عاما و أستردها الجيش السوداني .
من الواضح أن مصر لها مخطط له توقيت محدد للخلاص من هذا الكابوس الذي أصبح علي الأبواب. ولا يفصلنا عنه إلا أياما قليلة ولا يلوح في الأفق أي تغيير في سياسات الكذب والتظاهر بالقوة من قبل إثيوبيا. ولا زالت تصريحات المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإثيوبية يؤكد علي أن الملء الثاني للسد لن ينتظر موافقة أحد وستظل مصر كلها في حالة ترقب ومتابعة لعلنا نحافظ علي مصر هبة النيل الذي يظن الأحباش أنهم قادرون علي تركيعها .
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية