دائما و أبدا كانت العلاقات بين الشعوب العربية هي الباقية، أما العلاقات بين الحكام العرب فهي حسب ما يراه الحاكم أو الزعيم وحسب مصالح الدولة.
ولكني لا أنسي أبدا مشاعر الحب الفياضة من الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة لمصر و شعبها .. بلا أدني نوع من المجاملة لم أري أو أسمع حاكم عربي يحب مصر لدرجة العشق مثله .. لا أنسي حديثه عن مصر في خطابه بجامعة القاهرة وقد كان لزاما علي المصريين أن يكرموه كنوع من الاحترام لما قدمه لمصر من دعم بعد حريق المجمع العلمي المصري أثناء أحداث ثورة يناير الذي دمر الكثير من المخطوطات الأثرية والكتب التاريخية التي لا تقدر بثمن، فتبرع هو بالنسخ التي يحتفظ بها في مكتبته الشخصية للمجمع العلمي.
وفي لقائه بجامعة القاهرة استمتعت بحواره وذكرياته هو وأشقائه عن قدومهم إلي مصر للدفاع عنها ضد العدوان الثلاثي عام ١٩٥٦ والتي قام فيها بالعدوان علي مصر كل من إسرائيل وبريطانيا وفرنسا ردا علي تأميم جمال عبد الناصر لقناة السويس وقد كان عمره أقل من ثمانية عشر عاما، وشارك بالفعل في الدفاع عن مصر وقتها، وهو دائما ما يفتخر أنه أنتمي لجامعة القاهرة والتي درس بها الزراعة، ودائما ما يذكر ما قدمته مصر لكل العالم العربي في كل المجالات وأن ما يقدمه من دعم لمصر إنما هو رداً للجميل، وأن ما تبرع به لمعهد الأورام ولجامعة القاهرة والمجمع العلمي المصري وغيره هو حبا منه لمصر .
اليوم حقا علينا أن نشاركه أحزانه الأليمة لفقدانه ولده الأمير خالد سلطان القاسمي وهو في ريعان شبابه في لندن و هو الابن الثاني الذي يفقده أيضا وهو في ريعان الشباب ولا يسعنا إلا أن نقول له أن كل من يعرفك ويعرف مدي حبك لمصر لهو شريك لك في أحزانك وكنت أود لو فتحت السفارة الإماراتية باب التعزية كي يصل إليه مدي محبة المصريين له .. و أنا علي يقين أن الآلاف من كل أطياف المجتمع ستشارك في إعلان وقوفها مع الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة في مصابه الأليم في ولده.
رحم الله الفقيد و غفر له وأنزل الصبر والسلوان علي والده وكل أسرته .