تتوالي الإحداث متسارعة علي دول الخليج العربي وسط حشد عسكري أمريكي لم يحدث منذ احتلال العراق و تحدي إيراني واضح لكل العقوبات الأمريكية عليهم.
وأصبحت القوتان العسكريتان الأمريكية و الإيرانية علي وشك بدء حرب لن يخرج الخليج العربي منها فائزا أبدا ولا إيران لأن كل الجوائز ستكون من نصيب إسرائيل التي تنتظر هذه الحرب علي أحر من الجمر لأن ثروات الخليج ستتأثر بشكل سلبي مباشر لأن أمريكا لن تدفع تكلفة هذه الحرب ولكنها ستجبر الحكام العرب علي سداد قيمة كل طلقة رصاص سيطلقها الجنود الأمريكان كما سينسون تماما قضية فلسطين.
وقد بدأت إيران توجيه الرسالة للخليج بأنها لا تخشي وجود القوات الأمريكية فكانت الأعمال التخريبية ضد ناقلات النفط السعودية وغيرها داخل المياه الاقتصادية لدولة الأمارات ثم تنفيذ هجوم علي المنشآت النفطية السعودية بطائرات بدون طيار.
الدول الخليجية المواجهة لإيران قد تري أن سيناريو الحرب المباشرة بينهم و بين إيران قد لا يحدث و هذا هو السيناريو الثاني المحتمل والذي نتمناه جميعا لأن النتائج المترتبة على وقوع هذه الحرب فوق طاقة هذه الدول من حيث التأثير علي معيشة المواطنين الذين لم يذوقوا مرارات الحروب المباشرة من قبل عدا السعودية التي تحارب في اليمن منذ ما يقارب الأربع سنوات، كما أن الخصم الإيراني ليس بالخصم السهل ولن ينسي هزيمته علي يد الجيش العراقي وكان الخليج من وراءه و هذا الجيش أصبح يختلف تماما عن الجيش الذي كان موجودا تحت حكم صدام حسين، فلن يكون جيشا قويا في مواجهة إيران بل قد لا يكون علي الحياد ومن الممكن أن يكون في صف إيران في هذه الحرب إذا وقعت.
المقارنة بين الإمكانيات العسكرية الإيرانية وبين القوات الأمريكية والخليجية لا تصب أبدا في صالح إيران لا علي المدى القصير ولا الطويل ولكن المواجهة لن تكون سهلة أبدا كما أن موقف مصر و تركيا سيكون له دور في هذه المعركة لأن مصر لن تترك الخليج العربي يحارب وحده والدعم العسكري المصري للجيش العراقي في حربه ضد إيران كان حاسما لصالح العراق.
لا نتمنى أبدا هذه الحرب ولكن السيناريو الأمريكي هو الذي يفرض نفسه علي الخليج العربي الملتهب .. وللمقال بقية.. نناقش فيه دور روسيا و الصين و أوروبا في هذه البقعة من العالم التي لها تأثير علي العالم كله بما تحويه من ثروات نفطية .