محمود دشيشة يكتب ..البحث عن مستقبل مصر
أفتقدت لفترة طويلة حضور ندوات أو نشاط سياسي ذو أهمية و لكني بمجرد علمي بأن هناك ندوة المتحدث الرئيسي فيها الدكتور نادر نور الدين العالم المصري الجليل و المتخصص و خبير الأمم المتحدة في مجال المياة قررت الحضور لأني أعلم أنه من الخبراء المصريين الوطنيين المتابعين لملف السد الأثيوبي الذي تهدد به أثيوبيا حياة مائة مليون مصري و تمنع تدفق مياه النيل التي تبعث الحياة في مصر منذ آلاف السنين .
اكد الدكتور نادر نور الدين علي مدي حاجة مصر لحصة مصر في مياه النيل و لو أمكن زيادتها بالمشروعات لأن مصر تعد من الدول التي تعاني من فقر مائي شديد و لديها عجز مائي يبلغ سنويا حوالي ٤٢ مليار متر مكعب و تضطر لإعادة أستخدام المياه لأكثر من مرة و أن المساحة المزروعة في مصر هي الأقل بين كل دول حوض النيل بسبب قلة المياة و هب الأكثر إستيرادا للمواد الغذائية بين دول حوض النيل كما لا يوجد بها مصادر أخري للري و الشرب غير مياه النيل و أن المياه الجوفية و الأمطار لا تسد إلا نسبة ضئيلة من احتياجات مصر المائية كما أوضح أن كل أراضي الدلتا تعاني من الملوحة ولولا زراعة الأرز فيها لتحولت هذه الأراضي الي أرض غير قابلة للزراعة تماما وهذه الحقائق تكذب كل الإدعاءات الأثيوبية و تبرز جانب التآمر و الحقد الأثيوبي الغير مبرر لمصر و شعبها إذ تتمتع أثيوبيا بثروة مائية هائلة من تسعة أنهار غير نهر النيل و أمطار لا تنقطع عنها و ثروة زراعية و حيوانية عشرة أضعاف مصر الزراعية و الحيوانية ورغم ذلك تدعي أن تأخرها بسبب حصة مصر من مياه النيل .
لقد كانت أزمة السد الأثيوبي هي القاسم المشترك لكل من حضر الندوة و الجميع يتكلم عن موارد أخري غير مياه النيل و المقصود منها مياه نهر الكونغو و التي بشرنا فيها الدكتور نادر نور الدين أن هناك دراسات حقيقية و متقدمة حوله و أن مستقبل مصر قد يكون في هذا المشروع لو تم التغلب علي معوقات تنفيذه .
أما الشق الثاني للندوة فكان حول الزراعة في مصر و لماذا أصبحت غير مربحة للفلاح و تضيف للناتج القومي ١١% فقط رغم أنها تستوعب أكثر من ٤٠% من العمالة و ارجع ذلك الي إفتقار الزراعة في مصر للألية مما يجعلها تحتاج لكم كثيف من العمالة و هو ما يرفع من تكلفة زراعة المحاصيل و أنه لابد من مشروع قومي لنشر الجرارات و المحاريث و غيرها من الآليات للنهوض بقطاع الزراعة و رفع نسبة مشاركته في الناتج القومي و زيادة دخل كل من يعمل بقطاع الزراعة كما أشار الي مشروع تبطين الترع الذي يتم العمل فيه حاليا بأنه سيوفر لمصر أكثر من عشرة مليارات متر مكعب من مياه النيل سنويأ كما أكد أن مصر تحتاج لدعم الصناعة أيضا لأنها أقل إستهلاكا للمياه و أعلي في دعم الناتج القومي بالصناعة تساهم ب ١٧% منه رغم أنها تستهلك أقل من ٣ مليار متر مكعب من المياه .
كنت اتمني لو كان هناك ندوات أخري تدافع عن حق مصر في الحياة و حقها في مياه النيل تجوب أوروبا و أمريكا و أفريقيا يشارك فيها علماء مصر و خبراؤها بالتعاون مع جامعات مصر و أقسام اللغات بها فهذه الندوة كان يجب أن تترجم الي الإنجليزية و الفرنسية و اللغات الأفريقية و أن تستفيد مصر من أبنائها العلماء في الحفاظ علي حقها من شريان الحياة نهر النيل .
للمزيد من مقالات الكاتب أضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية