نون والقلم

محمود دشيشة يكتب: الأمة العربية.. القادة والفرص الضائعة والحلول

إذا نظرنا لخريطة الدول العربية سنعلم إلي أي حد بلغ بنا الضعف والهوان.. في تقرير أذاعته احدي الفضائيات العربية عن القواعد الأمريكية الموجودة في الخليج تلاحظ لي أنه ليست هناك دولة عربية خليجية ليس فيها قاعدة أمريكية أو أكثر وهو ما يعد حماية تدفع الشعوب العربية ثمنها من ثرواتها ومن حريتها أيضا في أحيان أخري.. مما طرح السؤال مرة أخري هل نستطيع كأمة عربية أن تكون لنا جيوشها وسلاحها الذي تصنعه و نستغني عن الغرب بقواته و مؤامراته و الفتن التي يزرعها في منطقتنا العربية ثم يسعي لتفجيرها فلا تنعم دولة عربية بالاستقرار .

الزعيم السادات رحمة الله عليه كان قد بدأ هذا المشروع الطموح بعد انتصار الأمة العربية في حرب أكتوبر ٧٣ وأنشأ الهيئة العربية للتصنيع لتصنيع السلاح العربي بشراكة بين مصر بكل خبراتها و خبرائها و المصانع الحربية المتاحة وقتها وبين دول الخليج بثرواتها التي أفاء الله عليها وتم تأسيس الهيئة وكان اختيار العمال والفنيين والخبراء علي أعلي مستوي، وللأسف كانت الضغوط الأمريكية كبيرة علي قادة دول الخليج للخروج والانسحاب من ذلك المشروع الحلم لكل العرب فتوقف المشروع القوي واستمر بعد ذلك ولكن بالإمكانيات المصرية فقط مما كان من نتائجه المباشرة الاعتماد علي استيراد السلاح الغربي و قبول كل الشروط التي تضعها الدول عند بيعها لسلاحها وقد تصل الضغوط في بعض الأحيان إلي وقف صيانة السلاح مما يحوله إلي كتلة من الحديد .

وإذا رجعنا إلي حصر المليارات التي دفعتها الدول العربية في شراء الأسلحة سواء من الغرب أو الشرق فستكون الأرقام بالمليارات من الدولارات كانت كافية لتغيير المنطقة بالكامل إلي الأفضل ولكانت استفادت منها الشعوب العربية التي يعاني أغلبها من تدني الخدمات التعليمية والصحية ومرافق الخدمات ولكن التخطيط الصهيوني والغربي يأبي إلا أن يظل العرب دائما متأخرين و متخلفين ولا يصنعون السلاح ولا الدواء ولا يقتربون أبدا من البحث العلمي أو التقدم تكنولوجيا .

من أين نبدأ .. وكيف نبدأ.. لا يتطلب هذا الأمر الآن و في هذه الظروف التي نخشى فيها أن تكون هناك حربا جديدا في الخليج إلا أن يكون هناك تعاونا صادقا وحلول عاجلة تزيل كل عقبات التفكك العربي الحالي ولعل أول قضية فيها هي الحرب في اليمن التي دخلت عامها الخامس ومصر تستطيع و لديها الاحترام والمصداقية للبدء في الانتهاء منها فهل يجلس قادة مصر والسعودية والأمارات لإعطاء الأجهزة في مصر للبدء في فك الخيوط المتشابكة للانتهاء من تلك الحرب التي لا يستفيد منها إلا أعداء الأمة العربية والطامعين في ثرواتها وأولهم إيران و تكون هذه الخطوة هي الأولي ثم نبحث عن دولة عربية أخري ننقذها من الدمار.

و للحديث بقية

وللمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى