- أهم الأخباراخترنا لكنون والقلم

محمد يوسف يكتب: يمكّنون المجرم ويبكون على الضحية

هناك من لا يريدون للإرهاب أن يتوقف، وهم في الغالب يمثلون دولاً كبرى وأخرى إقليمية، دولاً تصنع السلاح وتريد أن تسوقه، ودولاً لديها أكبر شركات النفط وتريد أن تحصل عليه بأرخص الأثمان، ودولاً صناعية تريد أن تبني المصانع والمصافي والمدن والبنى التحتية في المدن التي يدمرها الإرهاب، ودولاً لها أطماع سياسية يزداد نفوذها عندما ينتشر الإرهاب بحجة أنها قادرة على حفظ الدول وحماية أمنها، ودولاً لها تطلعات توسعية تتدخل في اللحظات الأخيرة لتنقذ نظاماً وتكسب قواعد عسكرية تمنحها نفوذاً، وهناك دول تسرق الحسابات السرية التي تكدست فيها مليارات الشعوب الجائعة في الدول المنهارة.

أخبار ذات صلة

 

انظروا إلى ليبيا، خذوها مثالاً، فقد سُلمت للجماعات الإرهابية بعد إسقاط القذافي من قبل حلف شمال الأطلسي والفرق الفرنسية الخاصة، في كل منطقة ميليشيا تحكم، ورفعت الجهات التي ادعت مساندتها الشعب الليبي يدها، وتركت ليبيا للفوضى، وتعاملت أوروبا وغيرها من الدول الكبرى مع زعماء تلك الجماعات والميليشيات، وعقدت الصفقات، وأغرقت البلاد بالسلاح، وهرب النفط عبر صفقات مع من لا يملكه، وتُرك عبد الحكيم بلحاج يبتز المواطنين والجيران، ويفجر من لا ينصاع لطلباته، وفتحت المطارات لطيرانه الخاص الذي ينقل الإرهابيين من تركيا مع السلاح إلى ليبيا والعكس، وكان ذلك الخط هو المصدر الأول لدعم «داعش» بالأفراد والسلاح والأموال، وكانت تركيا تعرف ذلك، وكانت أوروبا تعرف أيضاً، والولايات المتحدة تغمض عيناً حتى لا ترى ما يحدث على أرض تركيا، وتفتح عيناً أخرى على ما يمكن أن يتحقق على الأرض السورية، وأردوغان يؤيد تنظيمات في سوريا، ويعقد الصفقات مع بلحاج، ويبيع السلاح مع المبادئ والالتزامات، ويغير مواقفه حتى بات يوم أول من أمس ينتظر مكالمة من بشار الأسد الذي كان يطالب طوال 6 سنوات بإسقاطه!!

 

تلك ليبيا التي تصدر الإرهابيين إلى مصر، وقد ثبت ذلك بعد أحداث الواحات ومجازرها ضد رجال الأمن، وهي مثال واحد على أسباب الازدواجية الغربية من الإرهاب، فهم يكسبون من انتشاره في البلاد العربية، من كل النواحي هم الرابحون، ولا يهمهم من يموت أو تدمر بلاده، إنها السمسرة الدولية، فسلاح الإرهاب من عندهم، وسلاح القضاء عليه من عندهم، وقادة الإرهاب يقيمون على أراضيهم، وأجهزة مراقبة تسلل الإرهابيين من صنعهم، والطائرات بدون طيار من إنتاجهم.

 

إنهم يمكّنون المجرم ويبكون على الضحية.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى