حسم دونالد ترامب قضية خوضه للانتخابات الرئاسية في 2024، وقدّم سبباً وجيهاً لهذه الخطوة، التي اعتقدنا بأنه طواها وتجاوزها ولم تعد تراوده. فقد رفض كثيراً من المناشدات، من أتباعه، ومن بعض قيادات الحزب الجمهوري. وكان يجيبهم بأن الوقت لم يحن ليحدد موقفه. ولكن ما لم يكن منتظراً غيّر الموقف.
أراد ترامب أن يعبّر عن استنكاره لما جاء في مقابلة ميغان ماركل والأمير هاري مع أوبرا وينفري. وبما أن ميغان ديمقراطية، ولها مواقف عدائية سابقة تجاهه، فهي تعتبر في التصنيف الترامبي، أحد أسباب هزيمته في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، والتي أحالته إلى الزوايا المظلمة من المشهد السياسي الأمريكي. وأوصلت جو بايدن، الذي قال عنه وعن قدراته الشخصية، ما قال في التنافس الانتخابي.
وحيث إنه، أي ترامب، قارئ جيد للمستقبل، يمكننا الأخذ برؤيته للانتخابات القادمة، فهو صاحب سوابق تشهد له بالتنبؤ والتوقّع. ويكفيه حلم الرئاسة، الذي تحدّث عنه في لقاء تلفزيوني قبل سنوات طويلة من دخوله البيت الأبيض، فقد كان في ذلك الوقت، بعيداً عن السياسة، ولا يفقه شيئاً في إدارة شؤون الحكم، وكان مكتفياً بشركته المعتمدة كلياً على شراء وبيع وإدارة العقارات، ولكنه سعى، بكل ما أوتي من قوة، نحو ذلك الهدف، الذي راوده صدفة في حديثه العابر. وتسلّق السلم قفزة بعد قفزة، وولج مجالات لا يعرفها. ابتداء من الظهور في الأفلام ذات الشعبية لبضع ثوانٍ. ثم تقديم برنامج الواقع الذي كسب جماهيرية بفعل حركاته وأقواله غير المعتادة.
يعتقد ترامب أن ميغان زوجة هاري، ستخوض الانتخابات القادمة، وأن حوارها الصريح إلى درجة صنع قصص وحكايات مقتبسة من الكتب الخرافية القديمة، ومحاولتها لاستدرار التعاطف الشعبي من الناس، وإظهار نفسها بمظهر الفتاة الطيبة الشبيهة بسندريلا، ليست سوى مقدمة لتلك الخطوة المدروسة والممنهجة، وهنا، تغيّرت اتجاهات ترامب، فقد وجد الفرصة مواتية لرد الصاع الذي تلقاه سابقاً من ميغان، وحسم أمره بدخول معترك الانتخابات في 2024، إذا ترشّحت ميغان ماركل!