تأكدت، وبما لا يدع مجالاً للشك، من أن تجنب الحديث عن الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته أو المتحدثين باسمه أصبح من رابع المستحيلات، فنحن نعيش حراكاً سياسياً وعسكرياً ودبلوماسياً، محوره أولاً وأخيراً الولايات المتحدة الأمريكية.
وعندما تكون الإدارة جديدة، ويكون الرئيس خائفاً من مرور الأيام والشهور وعدم إدراكه للسنوات. أو عدم كفاية السنوات الأربع وهي عمر ولايته لإحداث تغيير منشود منه ومن حزبه. أقول لكم عندما يكون الوضع كذلك، يحدث الإرباك، وتتصارع المواقف والقرارات، وتتناقض التصريحات.
وهذا يدعونا للتساؤل «هل الولايات المتحدة بحاجة إلى حملات دعائية محشوة بكلمات وعبارات خارجة على الأعراف. والمعايير المتعارف عليها في القوانين الدولية الشفهية أو المكتوبة؟»، وهذا ما حدث طوال الأسبوع الفائت، حملات منظمة من المتحدثين باسم البيت الأبيض والخارجية الأمريكية.
ومن الخلف «نانسي بيلوسي» رئيسة مجلس النواب والصحف والمحطات التلفزيونية المحسوبة على الحزب الديمقراطي، الكل يتحدث عن قرب الإعلان الرسمي عن تقرير المخابرات الأمريكية حول «حادثة خاشقجي»، وأقنعوا العالم بأنهم يملكون من الدلائل ما لا يمكن إنكاره أو التهرب منه، حتى جعلونا نضع أيدينا على قلوبنا، فهؤلاء الكبار لا يتحدثون إلا إذا كانت جعبتهم ممتلئة بما لا يعرفه غيرهم أو يتخيلونه.
لا أخفي عليكم، لقد صدمني التقرير كما توقعت، صدمة لم أفق منها حتى الآن، فهذا جهاز «سي. آي. أيه» البعبع الذي كانوا يخيفوننا منه عندما كنا شباباً، وكنا نرتجف منه، بعد أن سمعنا أنه يصور ويسجل كل شيء، هذا «عملاق الاستخبارات» في العالم يبدأ بالقول «من غير المرجح أن يقوم المسؤولون السعوديون بعملية من هذا النوع من دون إذن ولي العهد»، يا للهول.
ويا للمصيبة، كاتب التقرير يذكرني بمؤلف أغاني «السح الدح أمبو» و«أنا بطلت سجاير» و«الطشت قال لي». الذي يكتب أغانيه وهو جالس على القهوة، وشرب الرئيس الوقور جو بايدن المقلب، ولم تنفعه «ترقيعات» جين بساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض.
من غير المرجح أن نفيق من الصدمة سريعاً، فنحن في «بداية المشوار»!