محمد يوسف يكتب: الوطن غير غافل عنهم
أطراف كثيرة تستغل «الجماعة الإخوانية» لتحقيق مصالحها عبر ابتزاز الدول العربية، فمن قبلوا منذ البداية بأن يكون قرارهم في يد غيرهم ليسوا إلا خدماً مطيعين لأسيادهم!
الإخوان، ومنذ التأسيس، منحوا الولاء للأجنبي، مقابل الدعم المالي لفتح المقرات وتنظيم الأنشطة، وبدأوا العبث بأوطانهم بشتى الوسائل، وعلى رأسها وسيلة تمزيق المجتمع في كل دولة يتواجدون بها، ابتداءً من استحداث فئة من الناس تميزهم صفات مصطنعة، وإيهامهم بأنهم الأولى بالجنة، وغيرهم لهم النار.
ولم يسلم كتاب الله أو سنة رسوله عليه الصلاة والسلام من عبثهم، فوجهوا كل قول جميل نحو أتباعهم، وفسروا حسب أهوائهم ما أرادوا أن يجذبوا به البسطاء من الناس، وزرعوا الفتن بين الأفراد والفئات الغافلة عنهم وعن مقاصدهم، حتى شقوا الصفوف، وخلخلوا القواعد الدينية الثابتة، وأطلقوا تشكيلات مسلحة في البلاد التي انطلقوا منها، وقدموا خدمات جليلة للمستعمر وغيرهم من أصحاب الأطماع، واغتالوا من وقف في وجههم أو رفض طرحهم.
وقد بانت نوايا «الإخوانية» الدولية والفرعية في عالمنا العربي بعد أحداث 2011 المدعومة من الأطراف المبتزة، فأسقطوا دولاً كانت مستقرة بعد أن تسلقوا ما أسموه بالثورات، واختلطت مساعيهم مع مطالب الأجنبي الذي يقف خلفهم، اتحدت الأهداف والوسائل، وأثبتوا بما لا يدع مجالاً للشك، بأنهم أسرى أطماع قيادات لا يعرفونها، لا أصلاً ولا سلوكاً ولا أخلاقاً ومعتقداً، وغرتهم الوعود بتحريك أجهزة الدول والحركات السرية الأجنبية، فأحرقوا دولاً، وشتتوا أهلها، وفتتوا أرضها، وتصدى لهم الرجال، من استشعروا بالخطر المحدق بالأمة.
ولم ينسوا ذلك، حقدهم الأسود يكبر يوماً بعد يوم، والكراهية تمزق أحشاءهم، والداعمون يطلبون منهم مقابلاً للاحتضان والرعاية وتوفير وسائل الترويج لأفكارهم، مع البيئة المناسبة لرسم مخططاتهم.
هؤلاء هم إخوان التنظيمات الدولية السرية، ومن يقرأ بيان النيابة العامة في الدولة الصادر قبل أيام سيجد الصورة «القبيحة» لحفنة من الأشخاص الهاربين في الشتات، تعكس واقع هذه الفئة التي تخلت عن انتمائها للوطن، وارتمت في أحضان من لا خير فيهم، والوطن غير غافل عنهم.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية