- أهم الأخباراخترنا لكنون والقلم

محمد يوسف يكتب: أثرياء الحروب

يختلط السلاح بالمخدرات والعصابات المنظمة و«لوبيات» الضغط السياسية والفاسدون المتاجرون بكل شيء، وأول هذه الأشياء، أوطانهم، ويشكلون جميعاً حكومات ظل، تملك قوة تفوق قوة الحكومات الرسمية في كثير من بقاع العالم.

أخبار ذات صلة

المبدأ الأول لكل تلك الفئات، هو المال، هو الآمر الناهي، وهو الحياة والموت، حتى ولو كان ملوثاً بالخيانة والدم، فهناك جهات تتولى عمليات التنظيف، وبعدها يمرر بقنوات شرعية، بنوك وبورصات وشركات عقارية ومؤسسات خيرية ومصانع، ويتحول أصحابها إلى نجوم في المجتمعات المتحضرة.

السلاح الذي يباع في الولايات المتحدة الأميركية، يوازي تسليح جيوش عشرات الدول، والذين يقتلون سنوياً في شوارعها ومدارسها بالأسلحة المرخصة أو المسربة من الأبواب الخلفية، يفوق عددهم الذين راحوا ضحية طائرات «ابن لادن» في نيويورك، ومع ذلك، يعجز الكونغرس عن مناقشة قانون يحد من بيع السلاح في بلاده، وهو الذي يصدر قرارات وأوامر ضد دول مستقلة.

ومن حاول من أعضائه أن «يناوش» صناعة الأسلحة، ذهب إلى المجهول، بفضيحة في الغالب كانت أخلاقية، ومن عجزت الدسائس عن إسقاطه، كانت حياته ثمناً، وقصة الرئيس جون كيندي ما زالت تتداول بعد مرور 54 سنة على اغتياله، فما زالت الدوافع غير معروفة، والمتهم قتل على يد مخبر أمام عدسات مصوري الإعلام، بعد يوم من القبض عليه، وما زال هناك من يبحث عن الحقيقة، وآخرها، كان تلميحاً في فيلم وثائقي، تحدث عن تجار السلاح، وكان دليلهم، أن نائبه «ليندون جونسون»، الذي أصبح رئيساً، وقع بعد القسم مباشرة، صفقات أسلحة كانت مجمدة على مكتب الرئيس الراحل.

المطلوب رقم واحد في أفغانستان وباكستان، جلال الدين حقاني، حسب القائمة الأميركية، قال لي ذات يوم، وقد كان «مجاهداً» مرضياً عنه «نحن نسمح بمرور قوافل الحمير وهي محملة بالمخدرات عبر طرقاتنا السرية في الجبال، بشرط أن تعود محملة بالأسلحة»، وهذه حقيقة وصول الأسلحة إلى يد الحوثيين وطالبان وبوكو حرام وعصابات سيناء والصومال ومالي، فهؤلاء يستخدمون «الكلاشنكوف» و«البازوكا» و«الهاون»، ويقتلون بها، وهي لا تصنع في «العريش» أو «بربرة» أو «صعدة» و«قندهار».

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى