نون والقلم

محمد عبد المجيد هندي يكتب: أمريكا شريك في إبادة الفلسطينيين والعالم متواطئ!

بدون خوف… بدون مواربة… الحقائق يجب أن تُقال بوضوح!

ما يحدث في فلسطين اليوم ليس حربًا، بل إبادة جماعية مكتملة الأركان، بقرار أمريكي، وتنفيذ صهيوني، وتواطؤ عالمي. والمجزرة ليست وليدة اللحظة، بل هي امتداد لمشروع استعماري قذر بدأ منذ أكثر من قرن، تقوده قوى الشر العالمية، وتتواطأ فيه الأنظمة العميلة التي باعت شرفها وشرف شعوبها من أجل العروش والمناصب والمصالح الضيقة.

والولايات المتحدة الأمريكية ليست مجرد داعم لإسرائيل، بل هي الشريك الأول في جرائم الحرب والمجازر والمذابح، وهي الحامي الرئيسي لهذا الكيان الصهيوني العنصري، وهي التي تمده بالسلاح، والمال، والحماية السياسية، والدعم الإعلامي، ليواصل جرائمه بلا حساب أو عقاب.

واشنطن ليست وسيطًا… واشنطن هي المجرم الأول!

من يظن أن أمريكا وسيط نزيه أو طرف محايد فهو إما جاهل أو متآمر.

واشنطن كانت وما زالت العدو الأول لفلسطين، فهي التي مولت المشروع الصهيوني منذ وعد بلفور، وهي التي اعترفت بإسرائيل فور إعلان اغتصابها لأرض فلسطين عام 1948، وهي التي تدافع عنها في كل المحافل الدولية، وتعطل أي قرار أممي قد يدين جرائمها.

كل مجزرة ارتكبها الاحتلال كانت بسلاح أمريكي، وكل قنبلة دمرت بيتًا فلسطينيًا كانت صناعة أمريكية، وكل طفل استشهد برصاصة كانت هدية من واشنطن إلى الكيان الصهيوني.

منذ عام 1948 وحتى اليوم، قدّمت الولايات المتحدة لإسرائيل ما يزيد عن 260 مليار دولار كمساعدات عسكرية واقتصادية، وأمدّتها بأحدث الأسلحة، والطائرات، والدبابات، والقنابل الذكية، والصواريخ الموجهة، وكل أدوات القتل والتدمير.

في مجلس الأمن، أمريكا هي التي تستخدم الفيتو مرارًا لحماية الاحتلال من أي إدانة دولية، وهي التي تضغط على الدول الأخرى لتطبيع علاقاتها مع الصهاينة، وهي التي تهدد كل من يساند فلسطين بالعقوبات والانتقام.

حكام الغرب… تجار الدماء وشركاء الاحتلال في القتل!

لا أحد يتحدث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان أكثر من حكومات الغرب، ولا أحد ينتهك هذه القيم أكثر منهم!

أوروبا التي تدعي أنها حامية الحريات، هي التي تسلّح إسرائيل، وهي التي تحتضن قياداتها الإجرامية، وهي التي تسن قوانين تحظر حتى انتقاد الاحتلال، وتطارد كل من يكشف وجهه القبيح.

فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، إيطاليا… كلها تتحدث عن السلام، لكنها في الواقع شريك في الجريمة، تصمت عن المذابح، وتدعم آلة القتل الصهيونية، وتواصل تجارتها مع الاحتلال دون خجل.

الأمم المتحدة؟ مجرد واجهة كاذبة، تابعة لواشنطن، لا قيمة لها، ولا تملك حتى إصدار قرار حقيقي يلزم الاحتلال بوقف جرائمه!

حكام العرب والمسلمون… أنظمة جبانة باعت نفسها لأمريكا!

وأما عن الأنظمة العربية والإسلامية، فحدّث ولا حرج!

حكّام فقدوا شرفهم، وخسروا كرامتهم، ورضوا بأن يكونوا أدوات بيد أعداء الأمة.

بعضهم يطبع مع العدو ويحتفل بعلاقاته معه، وكأنهم لم يسمعوا عن الدم الفلسطيني النازف، وكأنهم لا يعرفون معنى الخيانة.

بعضهم يمنع حتى التظاهرات الداعمة لفلسطين، ويطارد أي صوت يفضح تواطؤهم، خوفًا من أن تنتفض شعوبهم عليهم.

كل هؤلاء الحكام العرب والمسلمين مجرد بيادق في لعبة قذرة، تحركها واشنطن كيفما تشاء، وتستخدمهم لتنفيذ سياساتها وحماية الكيان الصهيوني من أي تهديد.

إسرائيل لن تسقط بالمفاوضات… بل بالمقاومة وحدها!

كفاكم كذبًا وخداعًا!

إسرائيل لن تسقط بقرارات الأمم المتحدة، ولا بالمفاوضات، ولا بمبادرات السلام الكاذبة، بل ستسقط فقط بالمقاومة المسلحة، وبالدعم الحقيقي للشعب الفلسطيني.

هل سقط الاحتلال الفرنسي للجزائر بالمفاوضات؟ لا! بل سقط بالمقاومة المسلحة التي قدمت مليون شهيد!

هل خرجت أمريكا من فيتنام بالحوار؟ لا! بل خرجت بهزيمة مذلّة أمام المقاومة!

الاحتلال الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة، ولا يردعه إلا سلاح المقاومة، ولن يرحل عن أرض فلسطين إلا بالدم والتضحيات.

الشعوب العربية والإسلامية مسؤولة عن قلب المعادلة!

إذا كان الحكام العرب والمسلمون خونة، فإن الشعوب ليست كذلك!

الشعوب هي التي يجب أن تتحرك، وهي التي يجب أن تنتفض، وهي التي يجب أن تفرض إرادتها على الأنظمة العميلة.

المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل وداعميها ليست خيارًا، بل واجبًا على كل مسلم وعربي وحر في هذا العالم.

فتح الحدود لدعم المقاومة بالسلاح والمال والرجال ليس جريمة، بل هو واجب ديني ووطني وإنساني.

السكوت على جرائم الاحتلال جريمة، والصمت على خيانة الحكام كارثة، والانتظار حتى تأتي أمريكا لإنقاذ فلسطين مجرد وهم سخيف!

فلسطين لن تموت… لكن العار سيلحق بالخونة إلى الأبد!

رغم كل المجازر، ورغم كل التآمر، ورغم كل الخيانة، لن يُباد شعب فلسطين، ولن تنكسر المقاومة، ولن تُمحى القضية.

فلسطين ستبقى، لأنها حق، والحق لا يموت.

المقاومة ستنتصر، لأنها تمثل إرادة الشعوب الحرة، والإرادة الحرة لا تُهزم.

أما الخونة، فسيلعنهم التاريخ، وستلعنهم الأجيال القادمة، ولن يجدوا مكانًا يختبئون فيه من عارهم الأبدي.

أما أنتم، أيها الحكام المتخاذلون، فالزمن لن يرحمكم، وشعوبكم لن تنسى خيانتكم، والتاريخ سيسجلكم في مزابله، مع كل الطغاة والجبناء الذين باعوا أوطانهم وأمتهم بثمن بخس!

القيادي العمالي المستقل

مؤسس ورئيس المجلس القومي للعمال والفلاحين تحت التأسيس

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى