نون والقلم

محمد خليفة يكتب: صحافة الإباحية الأكثر انتشارا في زمن التافهين

الإباحية هي التحلل عن كل وازع خٌلقِيِّ ولا يتوّرعٌ صَاحبٌها عن القيام بأعمَال منافية للأخلاق، والشخص الذي يقوم بتقديم هذا النوع من الصحافة للعامة والخاصة، هو صاحب قلم يعيش في فوضي ولا يتقّيد بالسلوك والقواعد الأخلاقية، وهو قلم فاجر وخارج عن حدود اللياقة والأدب، ولا يتورّع عن فعل المحظورات، فهو مٌنحلّ أخلاقياً ويري إن كل شيء مٌباح له ولغيرِه.

فالكاتب الصحفي الإباحي أصبح ظاهرة في مجتمعنا المصري بل والعربي، والخطير في الأمر أنّ هؤلاء أصبح لهم جمهور عريض من المتابعين لهم، وهو يجيز لنفسه ولغيره فعل المعاصي والسقطات والزلاّت والدعوة إليها، فإدمان الإباحية أكثر أنواع الإدمان شيوعاً في عصرنا، ولا تقِل محاولة الإقلاع عن الإباحية صعوبة عن محاولة الإقلاع عن بعض أنواع المخدرات، نظراً لتشابه مراكز التأثير في المخ في كِلا حالتي الإدمان، والخطير في الأمر أنّ طريق الإباحية في بلاط صاحبة الجلالة يعتبر أشبه بالنفق المٌظلم الذي كلما ازدادت  تعمّقاً فيه ازدادت بٌعداً عن مصدر الضوء، وتاهت منّك معالم النفق الذي يخرجك إلي الطريق.

والسؤال الذي يطرح نفسه علي الساحة: كيف نٌقلع عن متابعة وقراءة الصحافة الإباحية؟ للإجابة عن هذا السؤال، لابد لنا أن نحاول العودة إلي مكارم الأخلاق التي غابت عنّا، فقد حثّت الأديان السماوية علي ضرورة التزّين بها، فالأخلاق هي مرآة النفس وهي فريضة من فرائض الأديان وضرورات المجتمعات، وهي تعكس ما بداخل الإنسان وتدل علي ما ستره القلب دون الإعلان عنّهٌ، فقد روي عن أبو هريرة رضي الله عنّهٌ أنّ رسول الله صلَ الله عليه وسلّم قال:«إنمّا بعثتٌ لأتمم مكارم الأخلاق» رواه أحمد في مسنده، كما إنها ضرورة من ضرورات المجتمع، وهنا إن غابت فيعم الفساد وتنتشر الرذائل، ويكون هناك أزمة ضمير وفساد أخلاقي، فقد كانت الصحافة تلعب دوراً فعّالاً في تربية الناشئة وسائر أفراد المجتمع، لكن وسائل الإعلام اليوم أصبحت متنوعة، وتعددت من الصحافة المكتوبة إلي وسائل جديدة كالراديو والتليفزيون وشبكات التواصل الاجتماعي التي أحرقت أخلاق الشباب والبنات، وحلّت الفضائيات والصحف الصفراء فبات الأمرٌ خطيراً والشباب هو المستهدف لتسطيح أفكاره، وعلي أثر هذا الكم الهائل من المَنصّات والتطبيقات التي لا تكلّف صاحبها إلاّ مبالغ زهيدة لتدشينها وتفعيل عملها، لنشر ما يشاء وقتما يريد، دون وجود رقيب أو حسيب إلاّ ضميره الذي مات بالسكتة، فهل تستيقظ ضمائر أولياء الأمور والأمهات لتوعية الأبناء والبنات قبل ضياعهم وسط أفاعي تتلقفهم وتسمم أفكارهم بالتفاهآت،أري أنّ هناك أمل يطٌل بين شٌرفات البيوت، لينادي هل من مستيِقظ يٌريد الخروج من بئر الرزيلة التي أصبحت تهدد مجتمع بأكمله  بعد أن أصبحت الصحافة الإباحية الأكثر انتشارا في زمن التافهين؟

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى