محمد بن راشد: تحقيق المستقبل المأمول للمنطقة يستدعي رسالة إعلامية تحفّز الطاقات وتعين على تجاوز التحديات
سموه: الإمارات رأت في الإعلام شريكاً استراتيجياً فهيّأت له بيئة تدعمه ومكنته من القيام برسالته على الوجه الأكمل
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن عبور المنطقة العربية إلى المستقبل المأمول لها من تقدم ورفعة وازدهار، وتجاوز مع تشهده منذ سنوات من تحديات أمر يستدعي رسالة إعلامية متوازنة وقوية تعين على التصدي لتلك التحديات وتجاوزها إلى مرحلة جديدة يمكن معها استعادة المكانة التاريخية المستحقة لمنطقة قدّمت للعالم أعظم الحضارات.
جاء ذلك خلال الجولة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يرافقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي،في الممشى الإعلامي الذي يضم الجانب الأكبر من فعاليات الدورة السابعة عشرة لمنتدى الإعلام العربي، حيث التقى سموه نخبة من القيادات والشخصيات الإعلامية العربية البارزة المشاركة في المنتدى الذين حرص على مصافحتهم جميعاً تقديرا من سموه لإسهاماتهم في مجال العمل الإعلامي العربي.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إن دولة الإمارات رأت في الإعلام شريكاً استراتيجياً منذ تأسيسها فهيّأت له بيئة تدعمه ومكنته من القيام برسالته على الوجه الأكمل، ووفرت له كافة المقومات التي تعينه على تقديم رسالة مبدعة ومفيدة تعكس طموحات الناس وتطلعاتهم، فأسست المناطق الحرة المخصصة للإعلام واستثمرت في بنية أساسية عالية الكفاءة وعالمية المستوى لدعم مختلف قطاعاته، مستقطبةً آلاف الشركات الإعلامية التي اختارت أن تطلق أعمالها من دولة الإمارات لما وجدته فيها من اهتمام ورعاية وتقدير لدور الإعلام.
وأشار سموه إلى المسؤولية الكبيرة التي يحملها الإعلام في الوقت الذي تمر فيه المنطقة بظروف استثنائية أضحت تملي حتمية مراعاة أعلى درجات الدقة في نقل المعلومات والأخبار والوقائع، والتحقق من مصادرها قبل التنافسعلىسرعة نشرها سعياً وراء تحقيق السبق، لاسيما مع انتشار ظاهرة الأخبار الكاذبة والشائعات، والتي ساعد على تفاقمها التطور الحاصل في الاتصال.
وأعرب سموه عن ثقته في قدرة أهل الإعلام على التعاطي بكفاءة مع كافة التداعيات التي أفرزتها المتغيرات الإقليمية والدولية خلال السنوات القليلة الماضية، وقال سموه: “قدرة الإعلام على التأثير في المجتمع ميزة كبيرة لابد من توظيفها بالأسلوب الأمثل لدعم فرص الوصول إلى مستقبل تبدأفيه منطقتنا صفحة جديدة من التقدم والازدهار”.
وعدّد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد الأدوار المأمولة للإعلام خلال المرحلة المقبلة، مشيرا إلى أن بناء الشخصية العربية المبدعة التي تمتلك زمام المبادرة في مختلف ميادين التطوير مسؤولية كبيرة يشارك فيها الإعلام بنصيب وافر، وقال سموه: “بناء أسس المجد للأوطان يكتمل بسواعد أبنائها، وإعداد الشباب القادر على خدمة وطنه وترسيخ أسس نهضته، مسؤولية مهمة يتحمل الإعلام جانباً كبيراً فيها… وذلك يتطلب اهتماما بتطوير محتوى مبدع يواكب التطور الحاصل في العالم من حولنا ويمنح الشباب العربي فرصة توسيع آفاقه وتحفيز عقله على تقديم أفكار مبتكرة تعين على بلوغ المستقبل المنشود انطلاقا من أرض صلبة من الإنجازات والنجاحات المتميزة في كافة المجالات”.
الممشى الإعلامي
وقد تعرف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ومرافقوه خلال الجولة على مكونات الممشى الإعلامي الذي يضم أغلب فعاليات وجلسات منتدى الإعلام العربي واستمع سموه من سعادة منى غانم المري، رئيسة نادي دبي للصحافة، الجهة المنظمة للمنتدىـ، إلى شرح مفصل حول الممشى الذي جاء تصميمه مستوحيا لسعي دولة الإمارات لاقتحام مجال تكنولوجيا الفضاء بمشاريع ومبادرات طموحة، حيث استلهم الممشى طبيعة كوكب المريخ، مانحا الحدث طابعا مستقبليا يواكب استهداف دولة الإمارات أن من الدول الرائدة في تشكيل ملامح المستقبل.
وتوقف سموه عند منصة مبادرة “دروب إعلامية مضيئة” التي أطلقها منتدى الإعلام العربي هذا العام بالتعاون مع مؤسسة “نور دبي” حيث استمع سموه لشرح حول أهداف المبادرة الإنسانية الراميةإلى دعم جهود البرنامج العالمي للمؤسسة في مجال مكافحة الإعاقة البصرية، من خلال برنامج المخيمات العلاجية في العديد من البلدان النامية في قارتي آسيا وأفريقيا، لاسيما المناطق النائية، وتوفير خدمات فحص العيون، وإجراء العمليات الجراحية، وتوزيع النظارات الطبية على المحتاجين، وذلك في إطار المسؤولية المجتمعية للمنتدى وحرصه كل عام على تقديم مبادرات ذات عائد إيجابي تعزز العمل الإنساني.
وشاهد سموه خلال الجولة المنصات المختلفة التي تم تخصيصها في الممشى الإعلامي للعديد من المؤسسات الإعلامية العربية والعالمية، والتي تسهم في التعريف بأعمال تلك المؤسسات علاوة على توظيفها في التغطية الإعلامية المكثفة التي يحظى بها المنتدى كل عام في ضوء أهميته المتنامية كأبرز حدث إعلامي سنوي على مستوى المنطقة العربية.
حضر الجولة سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، ومعالي محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، ومعالي سلطان بن أحمد الجابر، وزير الدولة.
شواهد الاهتمام
من جهتهم، أعرب الإعلاميون عن بالغ تقديرهم لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والاهتمام الكبير الذي يوليه سموه للإعلام والإعلاميين والذي يعد منتدى الإعلام العربي أحد الشواهد عليه، بما يمنحه المنتدى من فرصة ممتازة للقاء ربما لا تتكرر على مدار العام لاجتماع هذا الحشد الإعلامي الكبير تحت سقف واحد وفي دولة تؤمن بدور الإعلام وتعتبره شريكاً لها في مسيرتها التنموية التي أصبحت اليوم محط أنظار العالم وتقديره واحترامه.
وعن استضافة دبي لأكبر تجمع إعلامي متخصص في المنطقة، أشاد الإعلاميون بالبيئة المتميزة التي أسست لها دولة الإمارات عموماً ودبي على وجه الخصوص للإعلام والإعلاميين ضمن العديد من المبادرات وفي مقدمتها “منتدى الإعلام العربي” الذي يكمل اليوم عامه السابع عشر، و”جائزة الصحافة العربية” التي نجحت في كسب ثقة وتقدير أهل المهنة لما تميزت به على مدار رحلتها الطويلة من حفاظ تام على أعلى درجات النزاهة والحيادية في المفاضلة ضمن مختلف مراحل عملية التحكيم، لتؤكد بذلك دولة الإمارات ريادتها في مقدمة الدول الراعية للإعلام والتي تعلي من قيمته وتعمل على تعزيز دوره الإيجابي في المجتمع.
وأثنى المشاركون على الأثر الإيجابي للمنتدى كفرصة مثالية تتكرر كل عام وتجمع أهم رموز العمل الإعلامي من مختلف أنحاء عالمنا العربي، لمناقشة حال مهنتهم وما يعتريها من تحديات وما ينتظرها من فرص ورصد أفضل السبل التي يمكن معها الارتقاء بالعمل الإعلامي سواء من ناحية الشكل أو المضمون، بينما يتيح المنتدى فرصة الاطلاع على تجارب وخبرات عالمية مميزة، ويتناول بالعرض والتحليل العديد من دراسات الحالة التي تعين على استشفاف مزيد من آفاق التطوير الممكنة للقطاع بمختلف روافده ومنصاته.