نون لايت

مجلس هيدلاين الثقافي في دبي يدعو إلى مصداقية الطرح الاعلامي

أكد المشاركون في المجلس الشهري الذي تنظمه مؤسسة هيدلاين الاعلامية أهمية رأب الصدع العربي والتصدي الإعلامي الجاد والمباشر لكافة الظواهر التي تزيد من اتساع رقعة الخلافات العربية العربية، مع التشديد على أهمية توحيد الجهود العربية الإعلامية لخدمة القيم الإيجابية التي تخدم الوطن العربي قاطبة وعدم تجيير الأقلام لخدمة أجندات عنصرية تسهم في تشتيت الجهود التي تجعل الرأي العام الإيجابي أداة تغيير ملموسة من خلال الإعلام الصادق الواقعي القائم على نقل الصورة الواقعية لما يجري حولنا وكشف الأقلام العميلة لاعداء وحدة الصف العربي.

وشهد المجلس، الذي عقد في دبي مساء أمس الثلاثاء، وفي ضيافة سعادة الدكتور يوسف الشريف، حضوراً جيداً من المهتمين بالشأن الإعلامي من المشاركين في الحوارات التي دارت تحت عنوان رئيسي هو «الإعلام العربي.. بين الواقع والتحديات».

وتناولت الجلسة الحوارية، التي أدارها الإعلامي محمد مراد، عدة محاور بدأت بتقديم اضاءة شاملة على واقع الإعلام العربي، وما الذي يراد منه بكل ما له وما عليه وفق الواقع الحالي وما تتطلع إليه المجتمعات العربية في ظروف استثنائية تمر بها المنطقة والعالم المحيط بها.

وفي بداية الجلسة، تحدث الدكتور يوسف الشريف داعيا الجميع إلى عرض الأفكار وطرح الآراء البناءة التي تفيدنا في الجلسة وتخدم الإعلام الوطني والعربي بشكل عام من خلال المصداقية والشفافية في نقل الحدث والتركيز على القضايا الوطنية والقومية التي تخدم المصالح العامة وعدم اتباع أجندة فضائيات تنقل صوراً مشوهة عن واقعنا العربي بتحدياته العصرية المؤثرة على صورته عالميا.

وقال الشريف إن الإعلام هو مرآة الواقع المجتمعي بكافة أشكاله وأنواعه، وعليه أن يكون إعلاما محايدا يقوم على المصداقية في الطرح والحوار البناء الذي لا يمس المنجزات الوطنية ولا يعرضها لمعاول الهدم والتدمير التي يسعى إليها الأعداء.

وأوضح بأن الإعلام التقليدي المتعارف عليه خرج عن إطاره العام بعد أن تحول كل فرد في المجتمع إلى إعلامي من خلال استخدام مواقع التواصل الاجتماعي عبر الهواتف الذكية التي تنقل الحدث والصور الإيجابية وأحيانا السلبية في وقتها ما يشوه الصورة الواقعية للإعلام المطلوب لتحقيق أهدافه.

واستعرض الشريف في هذا الشأن عدة امثلة من الحوارات التلفزيونية والمقابلات الإعلامية التي يتحول فيها الإعلامي إلى متحدث ومقرر دون إعطاء الفرصة للضيف خاصة في الحلقات التلفزيونية على الهواء مباشرة ويصبح الحكم ويضع التوصيات من وجهة نظره هو دون إعطاء المجال للضيوف للحديث والتعبير عما يجري في واقع الامر.

ثم تحدث الدكتور سيف الجابري عن صور الإعلام التقليدي والإعلام العصري، مشيراً إلى أن المتابع يقف على مفترق طرق ولا يدري الى أين يتجه بسبب التناقضات بين الإعلام التقليدي والإعلام الحديث القائم على مواقع التواصل الاجتماعي التي تنقل الأحداث فور وقوعها وبسرعة مسجلة السبق الصحفي الذي يخلق تنافسية في نقل الحدث.

ودعا الجابري الإعلاميين كافة إلى المصداقية في الطرح وعرض الأفكار البناءة والوضوح في الرؤى ونقل الأخبار بطرق مهنية كل حسب تخصصه في المجالات الإعلامية لإن ذلك له تأثير كبير في تغيير المجتمع وإعادة صياغة فكره للصالح العام، مطالبا أن يكون هناك سقف حرية لا يتجاوزه أحد وألا يتعدى الإعلامي على حقوق الوطن والناس في طرحه لأية مواد إعلامية.

وفي حديثها، أعربت الحقوقية مريم الأحمدي عن أملها أن يكون هناك وعي مجتمعي في معرفة الحقوق والواجبات الحقوقية تجاه الآخر والمجتمع من حولنا، مشيرة إلى أن بعض الإعلاميين لا يملكون الخبرات الحقوقية في عرض أفكارهم وطروحاتهم ما قد يتسببون في إيذاء أنفسهم والآخرين بأفكارهم لا سيما عند تداول الردود عبر الحوارات القصيرة والأحاديث العشوائية للرد على متلقي الأخبار عبر حساباتهم القصيرة في مواقع التواصل الاجتماعي التي تنتشر كالنار في الهشيم.

كما تحدث الدكتور محمد مبارك من وزارة الموارد البشرية والتوطين، مشيراً إلى أهمية عدم تجاوز سقف الحريات المتاحة في التعبير من قبل بعض الإعلاميين، منوهاً بأن الإعلام أصبح صناعة سواء على مستوى الدول أو مستوى المؤسسات.

وذكر الدكتور طارق شيخان الشمري أن بعض القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المجيرة والمباعة لبعض الأنظمة تطلق أبواقها لخدمة أجندة معينة تفرق الصفوف وتحارب القومية العربية وتبيد البناء للوحدة العربية وتعمل بعنصرية مثل قناة المنار وقناة الجزيرة وغيرها من الجهات التي تجير الأقلام الإعلامية لصالحها.

كما تحدث في الجلسة كل من فضيلة المعيني ورانيا البستكي ومريم الأحمدي وثناء عبد العظيم سحر حمزة، حول المعايير والضوابط الإعلامية التي يجب أن يتقيد بها الإعلامي بحيث لا يكون مجيراً قلمه لصالح الأجندات الأخرى، وتطرقن في حديثهن الى القوى الناعمة ودورها في الإعلام واهمية توعية المجتمع بحقوقه وبما عليه من واجبات لخدمة الوطن.

وأجمع المشاركون في الجلسة على ان الإمارات تعد أبرز نموذج للدولة المعتدلة في سياستها التي استطاعت أن توحد الصف العربي وترأب الصدع في بعض القضايا المحلية والعربية. كما انها الابرز في تأكيد الوحدة العربية وزرع قيم القومية العربية وإبراز الرموز الوطنية التي تعمل للصالح العام مثل شخصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كنموذج وطني تمكن من لم الشمل العربي تحت مظلة موحدة وزرع قيم القومية العربية من اجل توحيد الجهود لخدمة القضايا العربية جمعاء.

وأوصى المشاركون بضرورة الممارسة العملية للقيم من خلال التقيد بالمقومات الإيجابية لمواثيق الشرف الإعلامية ومعاييرها مطالبين بأهمية تنظيم ملتقى عربي إعلامي يقدم طروحات حول الرموز الوطنية القومي والالتزام الأخلاقي الإعلامي بمواثيق الشرف الإعلامي وتوحيد الصف العربي الإعلامي.

 

زر الذهاب إلى الأعلى