كشفت واقعة مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني في العراق وما تلاه من مسرحية هزلية من الجانب الإيراني بإطلاق صواريخ أقل ما توصف أنها فشنك علي قاعدة عين الأسد الأمريكية الموجودة في عدة حقائق مهمة يجب الوقوف أمامها.
الحقيقة الأولى:
أن إيران دولة لا تملك ما تدعيه كل يوم من قوة وهي أضعف مما تتخيل بل هي دولة عاجزة.. ترفع شعارات لكنها لا تستطيع تنفيذها وكل ما قامت به من رد هي محاولة لخداع الرأي العام الإيراني فقط لا غير فأكثر من 13 صاروخا بالستيا أطلقت علي القاعدة لم يسقط أي واحد داخلها ولم يصب أي جندي أمريكي رغم وجود 5 آلاف منهم في القاعدة الأكبر في العراق.
الحقيقة الثانية:
رغم رفضي واقعة الاغتيال لأنها تعد جريمة قتل خارج إطار القانون إلا أن ما تدعيه إيران أن سليماني أحد رموز المقاومة هو محض كذب فأنا لا أعرف من قاوم هذا السليماني أيعد من قمع الشعب الإيراني عندما خرج يطالب بالحرية.. ومن قمع الشعب السوري الذي يريد الديمقراطية.. أم الذي دبر انقلابا علي الدولة في اليمن ولبنان مقاومة.. فلم نسمع أن إيران أطلقت صاروخا واحداً علي ما تدعي انه عدو الأمة وهو الكيان الإسرائيلي، بالعكس فهي ترتبط بعلاقات مع كل أصدقاء الكيان الصهيوني وعلي رأسها تركيا وقطر فآخر شيء يمكن أن يطلق علي سليماني وأعوانه إنهم من المقاومة.
فطريق المقاومة واضح وهو إلى القدس مباشرة وغير ذلك فهو خيانة.
الحقيقة الثالثة:
انكشاف التحالف التاريخي بين جماعة الإخوان الإرهابية ونظام الملالي الإيراني وهذا التحالف كشف كل فصائل الإخوان وارتباطها بالميليشيات الإيرانية المنتشرة في المنطقة العربية وأكدت الواقعة أن حماس جزء من جماعة الإخوان ويجب علي الحكومة المصرية إعادة النظر في العلاقات معها واعتبارها جماعة إرهابية بامتياز ونفس الأمر حزب الإصلاح في اليمن الذي نعي مع جماعة الحوثي سليماني بل رفع أنصاره رايات الثأر الشيعية ونطبق هذا علي كل الأحزاب التي نفت علاقاتها مع الإخوان فكلهم في حلف شيطاني يهدف إلي تحويل المنطقة إلى دويلات دينية بالاتفاق مع الكيان الصهيوني.
الحقيقة الرابعة:
أن العراق لم يعد بلدا مستقلا، بل أصبح نموذجا للدولة الهشة التي يحكمها الفساد السياسي قادته ولاؤهم لمن؟.. هذا البلد الذي أصبح من يحكمه لا يملك قراره حتى بتعيين موظف صغير لا بد من إذن من إيران أو واشنطن.. ولم أستغرب أن شيعة البصرة هم من يتظاهرون ضد إيران والسُنة هم من يتظاهرون ضد أمريكا، فهذا البلد الذي أهدر قادته أكثر من تريليون دولار في نزواتهم ومنحوها لإيران والبيت الأبيض وتركوا بلادهم فريسة للابتزاز من القاعدة وداعش وبالتالي لن أستغرب أن تتحول العراق إلى ساحة لتصفية الخصوم السياسيين ومسرح للصراع بين الحكومات الأخرى بدون حسيب أو رقيب.
الحقيقة الخامسة:
أن الذي حدث هو مسرحية بامتياز فمن وشي بسليماني موجود في الإدارة الإيرانية ،وليس غريباً أن يكون نظام الملالي هو من قدمه للاغتيال لأن دوره انتهي بعد أن تحول إلى بطل شعبي في وجهة نظر الشيعة، وبدأت تنسج حوله قصصا أسطورية بين العامة والدليل هو الجنازة التي نظمت له ومات فيها 25 شخصا ونفس الأمر تعلق بالرد الإيراني الذي كانت الإدارة الأمريكية علي علم به وعلي علم بموعده أيضا وتم إسقاط الصواريخ بدون معاناة ولم يصب أي جندي أمريكي بجرح.
وأخيرا: الطائرة التي قتلت سليماني انطلقت من قاعدة العديد في قطر ولم تنطلق من عين الأسد وقاعدة العديد أقرب لإيران من قاعدة عين الأسد أي أن الصواريخ لن تأخذ وقتا أكبر وعدد الجنود الأمريكيين فيها أكبر فلو كانت هناك إرادة إيرانية فعلاً للثأر لسليماني فكان الأقرب لهم هي القاعدة الكبرى لكن كالعادة فنظام الملالي لا يملك غير الصراخ واللطم علي الصدر لكن الفعل منعدم تماماً.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t - F اشترك في حسابنا على فيسبوك وتويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية