مجدي حلمي يكتب: محمد صلاح.. هجوم غير مبرر
تابعت الهجوم الذي شنه بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على نجم كره القدم المصري ولاعب ليفربول محمد صلاح لقيامه بزيارة مستشفى للأطفال في ليفربول والاحتفال معهم بعيد الميلاد المجيد.
وقارن المهاجمون بين موقف صلاح من العدوان على غزة وأطفالها وبين ما قام به من زيارة مستشفى الأطفال، ولأن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي تحولوا إلى محتسبين جدد ينتقدون أي شيء وأي تصرف دون علم أو دراية، وفي كثير من الانتقادات أشعر أنها تنم عن حالة حقد أو جهل، وهي حالة تسود مواقع التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة.
وللذين انتقدوا صلاح لابد أن يعلموا أن هناك شيئا في العالم اسمه المسؤولية المجتمعية للشركات والشخصيات الشهيرة في المجتمع، لأن هذه الشخصيات تعد قدوة للأطفال قبل الكبار، وهناك التزام أخلاقي على هذه الشخصيات أن تقوم بهذه المسؤولية ومنها زيارة مستشفيات الأطفال ودور الأيتام ودور كبار السن، والتبرع لها من أجل دفع المجتمع للقيام بهذه الأعمال الخيرية والتطوعية ونشر ثقافة التطوع وسط الشباب، خصوصا في المجالات التنموية والصحية.
وهؤلاء المحتسبون خلف تليفوناتهم أو أجهزة الكمبيوتر لم يبحثوا عن معنى المسئولية المجتمعية الملزمة أخلاقيا قبل أن تكون قانونية على كل من أصبح مشهورا ومنهم حتى هؤلاء البلوجرز والنشطاء فهم مطالبون بأن يعملوا مثل محمد صلاح في أماكنهم خاصة وأن النجم المصري لم يقصر في حق أهل غزة أو يقصر مع أهله وقريته ومحافظته من أعمال الخير التي يقوم بها والمساهمة في المشروعات التنموية.
ولأن هؤلاء المحتسبين الجدد من نشطاء التواصل الاجتماعي يأخذون بظاهر الأمور وبالتالي تكون أحكامهم عاطفية أكثر منها عقلانية، وهؤلاء هم من الذين أشادوا بما تقوم به مليشيا الحوثي في البحر الأحمر من عدوان على السفن وهو ما انعكس علينا في مصر وتأثر قناة السويس بهذه الأعمال وهي الحجة التي سوف تتخذها إسرائيل للإسراع في مشروع إنشاء قناة بديلة لقناة السويس وهو المشروع الذي يراود الكيان الصهيوني منذ سنوات طويلة وتم التأكيد عليه في قمة العشرين الأخيرة بالهند.
في مثل هذه الأحداث الكبرى والمجازر التي ترتكب يوميا في غزة لا ينفع معها الشعبوية في التفكير، فمعظم من هاجم إسرائيل ومجازرها من الحكومات الإسلامية له علاقات قوية مع الكيان الصهيوني وكل من يدعي أنه سيعمل على محاكمة قادة الكيان الصهيوني مازال يصدر لهم كل احتياجاتهم حتى ملابس الجنود الذين يقتحمون غزة ويقتلون الأطفال والنساء.
فمثل هذه الأمور تحتاج إلى فحص وتدقيق خاصة أن هؤلاء المحتسبين الجدد لديهم قدر من العلم وقدرة على البحث في الانترنت عن الأحداث وترابطها وتسلسلها وليس الحكم من مجرد صوت مرتفع يهدد وهو ضجيج بلا طحن أو زيارة لمكان سيكون مردودها وآثارها باقية لسنوات طويلة في نفوس هؤلاء الأطفال بعد أن يمن عليهم الله بالشفاء.
الأحكام المطلقة على ظاهر الأشياء تؤدي إلى فتنة مثلما حدث في الهجوم على النجم محمد صلاح وانقسم الرأي العام حول تصرفه وإن كان معروفا تماما من وراء الهجوم لكن بعض النشطاء انساق وراء هؤلاء لأنهم يريدون إثبات ذاتهم بالهجوم على قامة مصرية في مجال كرة القدم وتأثيره في العالم أقوى من تأثير مئات من حملات العلاقات العامة التي تكلف ملايين الدولارات.
ولهؤلاء أقول اتقوا الله في أنفسكم قبل مجتمعكم وأن يحاسبوا أنفسهم ويراقبوها قبل أن يحاسبوا الناس وينتقدوهم ويلقوا بالطين على كل شيء جميل في المجتمع.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية