نون والقلم

مجدي حلمي يكتب: قرن على منظمة العمل الدولية..والأجر العادل لم يتحقق

مائة عام على إنشاء منظمة العمل الدولية.. هذه المنظمة التي أعلن عن تأسيسها بعد أن اجتمعت الإرادة الدولية عن إيجاد منظمة تنظم العمل وتقضى على السخرة والعبودية التي كانت منتشرة في العالم وتحقق المساواة بين البشر.

وظهرت المنظمة مع ظهور حركة نقابية عمالية قوية فى الغرب والشرق، حركة تطالب بحقوق العمال، وكان على الحكومات المشاركة فى عصبة الأمم المتحدة وقتها التي انتهت مع انطلاق الحرب العالمية الثانية وحل مكانها منظمة الأمم المتحدة وبقت منظمة العمل الدولية.

والمنظمة التي احتفل العالم بمرور قرن على إنشائها بمؤتمر ضخم يشارك فيه أكثر من 6 آلاف مشارك يمثلون حكومات وأصحاب أعمال وممثلي العمال من الدول الأعضاء الـ 187 في منظمة العمل الدولية قررت أن يكون القرن القادم مخصصاً لتحقيق العدالة الاجتماعية التي هي أساس الاستقرار والسلم، وأهمية الحصول على عمل لائق للنهوض برفاهة الإنسان.

فقد قال جاي رايدر المدير العام لمنظمة العمل الدولية إن منظمة العمل الدولية تدين بطول عمرها المميز لثلاثة أشياء: مهمتها فى تحقيق العدالة الاجتماعية، وتكوينها الثلاثي، وقدرتها المستمرة على التكيف والتحول نحو تحديات التغيير، وليس الابتعاد عنها.

شدد رايدر في كلمته خلال افتتاح الدورة المائة للمنظمة والتي انطلقت منذ أيام على أن مؤتمر العمل الدولي المئوي مكرس لمستقبل العمل ومستقبل منظمة العمل الدولية.

وقال: يتعلق هذا الأمر بمعالجة أهم قضايا الناس فى وقت يرون فيه أن هناك حاجة ملحة للحصول على أجوبة واتخاذ إجراءات ويشعرون بالحاجة إلى استعادة السيطرة على حياتهم، وفى وقت باتت قدرتنا الجماعية على توفير ذلك موضع شك.

والواقع أن مستقبل العمل هو نتيجة قراراتنا وخياراتنا وقدرتنا على متابعتها، واستعدادنا للتعاون معاً ولجعله مستقبل العمل الذي نصبو إليه… من خلال النهوض المستمر بالعمل اللائق والعدالة الاجتماعية والسلم.

فتكوين المنظمة منذ إنشائها يضم 3 أركان: الأول هو الحكومة والنقابات العمالية وأصحاب العمال والتي يمثلها دائماً اتحادات رجال الأعمال، فالوفد الرسمي لأي دولة مثل مصر يضم وزير القوى العاملة واتحاد العمال واتحاد الصناعات.

فهذا التكوين جعل الحوار إجبارياً بين الأطراف الثلاثة، وجعل بعض الحكومات تحاول السيطرة على الكيانين الآخرين بإيجاد قيادات موالية لها مثلما كان فى أيام الحزب الوطني فكان دائماً يتم شراء رئيس اتحاد العمال بتعينه وكيلاً لمجلس الشعب وتعيين أعضاء مجلس إدارة الاتحاد في مجلس الشورى ونفس الأمر بالنسبة لاتحاد الصناعات، لذا ظلت مصر لسنوات طويلة في القائمة السوداء للحريات النقابية.

ولعبت المنظمة دوراً في إقرار قوانين نزيهة للعمل، واستفادت مصر في إقرار قانون العمل الحالي من خبرة المنظمة الدولية في صياغة قانون يتوافق مع الاتفاقيات الدولية التي أقرتها ويحقق التوازن بين الأطراف الثلاثة بنسبة كبيرة.

 فالاحتفال هذا العام تاريخي لهذه المنظمة التي لعبت دوراً كبيراً في القضاء على العبودية والسخرة وحققت المساواة في العمل والأجر بين النساء والرجال وهى من حددت ساعات العمل اليومية وحمت العمال وأصحاب الأعمال من خلال ما يقرب من 300 اتفاقية دخلت حيز التنفيذ ومصر صدقت على 64 اتفاقية فقط من هذه الاتفاقيات.

مرور 100 عام على هذه المنظمة يؤكد أن البشرية عازمة على السير فى طريقها من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والاستقرار والأمان وتحقيق شروط عمل مناسبة وأجر عادل يكفى العامل وأسرته وهو لا يمكن تحقيقه إلا بالعمل فقط لا غير.

للمزيد من مقالات الكاتب أضغط هنا

 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى