
مجدي حلمي يكتب: خريطة تخفيف الأحمال
لا حديث في هذا الأسبوع إلا عن ظاهرة انقطاع التيار الكهربائي عن جميع القرى والمدن المصرية فيما يسمى تخفيف الأحمال على الشبكة.. ويأتي انقطاع الكهرباء بسبب الارتفاع الشديد في درجات الحرارة وما أعلنه وزير الكهرباء عدم وصول إمدادات الغاز إلى المحطات الغازية.
وأيًّا كان السبب في هذه الظاهرة إلا أنها كشفت أنه ليس هناك تنسيق بين وزارات الحكومة ولا خطط للتعامل مع مثل هذه الأزمات. ولأن وزارة الكهرباء ووزارة البترول هما ضمن منظومة الحكومة لأن الموجة الحارة معروفة مسبقا من خلال مراكز الأرصاد العالمية التي حذرت منها منذ شهر تقريبا وحددت 7 دول في المنطقة العربية ستكون هي الأكبر في ارتفاع درجات الحرارة وعلى رأسها مصر فيما هو معروف بظاهرة «النينو»، وكان يجب على الوزارتين اتخاذ الإجراءات لتوفير الكميات المناسبة من الغاز أو السولار للمحطات التي تعمل بهما.
والأمر الثاني هو عدم العدالة في توزيع تخفيف الأحمال، فهناك مناطق لا تنقطع عنها الكهرباء نهائيا وبجوارها مناطق تقطع ثلاث أو أربع مرات في اليوم رغم أن المربعين السكنيين متجاوران ولهما نفس الخصائص السكانية، أي لا يوجد فيها مربع متميز عن الآخر.
كما توجد مربعات سكنية تقطع فيها الكهرباء لمدة نصف ساعة وأخرى يدوم الانقطاع لساعات وفي أوقات يكون الناس في أمس الحاجة إلى التكييف والمراوح وهي ساعات الذروة في درجات الحرارة، وانقطاع التيار الكهربائي بهذه الصورة العشوائية يصيب الشركات الكبرى بخلل في أعمالها مما يؤثر سلبا على الاستثمار خاصة الشركات الموجودة في مناطق سكانية كثيفة.
فنحن نقبل بتخفيف الأحمال، ولكن يجب أن يتم الإعلان عنه مسبقا وتحديد موعد كل مربع سكني ومدة الانقطاع حتى يتخذ الناس احتياطاتهم فلا ينزلوا في المصاعد ويفصلوا الكهرباء عن الأجهزة الكهربائية التي تضررت من القطع العشوائي، ووزير الكهرباء يعلم مدى ارتفاع أسعار هذه الأجهزة ولا يستطيع رب الأسرة مهما كانت درجة غناه أن يشتري ثلاجة أو تكييفًا أو حتى مروحة في ظل الارتفاع المبالغ فيه في الأسعار.
فظاهره انقطاع الكهرباء كشفت لنا عن الحاجة إلى تجديد الدماء في هذا القطاع الحيوي والدفع بمسؤولين شباب قادرين على التعامل مع الأزمات والظواهر بشفافية ووضوح وإيجاد حلول سريعة لها ولديهم القدرة على التخطيط لمثل هذه الحالات التي يكون الأمر فيها معلوما قبلها بشهر تقريبا.
الظاهر قد تكون خفيفة في القاهرة والجيزة والمدن الكبرى لكنها وصلت إلى حد المأساة في القرى وخاصة قرى الصعيد التي تصل فيها درجات الحرارة إلى أعلى من 44 درجة فالكهرباء تنقطع هناك لساعات طويلة تصل إلى 6 ساعات نهارًا ومثلها ليلا، ودرجات الحرارة المرتفعة جعلت الحشرات الضارة مثل العقارب والثعابين تخرج من جحورها وتدخل إلى المنازل وتهاجم سكانها.
وكل ما هو مطلوب من الحكومة أن تعلن عن خططها لمواجهة هذه الظاهرة التي ستمتد إلى الشهر القادم وفق تحذير المركز العالمي للأرصاد، وتعلن لنا خريطة تخفيف الأحمال إن كان هذا هو الحل الوحيد للأزمة الحالية.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية