مجدي حلمي يكتب: حسن المنياوي شهيد الصحافة
ما أصعب أن تفقد شابا تراه يكبر أمامك، قابلته عندما كان يبدأ حياته المهنية.. شاب يملأ الدنيا بهجة، جميع زملائه وأصدقائه يحبونه، حتى رؤسائه.
أتحدث اليوم عن فقيدنا الغالي الزميل حسن المنياوي الذي مر على وفاته أسبوع كامل، ومازلت وفاته تؤثر فينا.
لم أصدق الخبر عندما أبلغني به الزميل ياسر إبراهيم رئيس قسم الحوادث بجريدة الوفد.. حسن توفي في حادث وتم نقله إلى مستشفى أم المصريين.. لم أستوعب الخبر رغم أنني ذهبت إلى هناك لأجد أنه تم نقل جثمانه إلى مشرحة زينهم.
هناك صدقت الخبر.. حسن المنياوي مات.. لكنه مات شهيدا.. مات وهو قادم إلى عمله.. يسعى إلى أكل عيشه.. حسن المنياوي لم يكن صحفيا عاديا، فهو يمكن أن يكون أصغر رئيس قسم في بوابة الوفد الإلكترونية.. لقد كان رئيسا لقسم الدين، كان محبوبا من زملائه الذين يغطون ملف الأوقاف والأزهر.
لم أستطع الكتابة عن حسن المنياوي طيلة 7 أيام.. كلما اقتربت يدي من الكيبورد وقفت ولا تتحرك. لم أستطع أن أنعاه في وقتها، وفشلت في التعبير عن مشاعري نحو هذا الشاب الذي يقال عنه بحق «ابن موت» بسبب ذكائه ورؤيته وهما عاملان أساسيان في نجاح أي صحفي.. لقد عملنا معا أكثر من 7 سنوات.
وتوقفت في وفاة حسن المنياوي أمام مشهد أصدقائه وزملائه الذين تجمعوا جميعا أمام مشرحة زينهم وذهبوا بجثمانه إلى مسقط رأسه لدفنه ووداعه، ووقفوا جميعا في العزاء الذي نظموه له أمام منزله توافدوا عليه وكانوا في مقدمة مستقبلي المعزين.
ففي مشهد وفاة حسن المنياوي ظهرت معادن الرجال من الزملاء، ليس في الوفد فقط، ولكن في جميع الأماكن التي عمل بها.. فلقد ترك الفقيد رغم صغر سنه بصمة في كل مكان، وأثر في زملائه تأثيرا ظهر على وجوههم. الحزن خرج من القلب، فلم يأت أي زميل أو زميلة لتأدية الواجب ولكن كان الحزن بصدق وواضحا في عيونهم ووجوههم.
لقد فقدنا شابا يافعا في بداية حياته، عانى مثله مثل باقي الشباب حتى تم تعيينه والتحق بنقابة الصحفيين، ورضي بما قسم الله له في الوفد، وسعى إلى رزقه مثل كل الصحفيين في مصر. فحسن كان متعدد المواهب من التخصص في الدين إلى السوشيال ميديا إلى صحافة البيانات والمعلومات، وكان يقود فريقا متخصصا في هذا المجال.
ودعنا حسن المنياوي في يوم مفترج وفي ليلة مفترجة لأنه كان يحب الناس فرد الناس له الحب بحب.. وكان يحب الخير للجميع فرد له هذا في مشهد جنازته والعزاء.
فاليوم فقط أنعى لكم فقيدنا الغالي الشاب حسن المنياوي، ولا نملك الآن إلا الدعاء له بالرحمة والمغفرة، وأن يلهمنا ويلهم أسرته وذويه الصبر والسلوان، وأن يدخله فسيح جناته.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية