نون والقلم

مجدي حلمي يكتب: تحية إلى جيش مصر العظيم

بعد غدٍ تمر علينا ذكرى عزيزة.. ذكرى النصر الكبير على عدونا الرئيسي والوحيد.. ذكرى استعادة الكرامة المصرية.. يومًا عشناه بكل تفاصيله رأينا الفرحة في وجوه الناس بعد أن كان الانكسار هو المسيطر فقد كان يوم السادس من أكتوبر وبالتحديد في الساعة الثانية ظهرًا هي اللحظة الفارقة ليس للشعب المصري أو للعرب ولكن للعالم أجمع فهو يوم من الأيام التي ستقف أمامها كتب التاريخ ومحللو العلوم العسكرية في الدنيا كلها.

في مثل هذه الأيام عاش المصريون أيامًا فرحة يغنون لجيشهم العظيم الذي استعاد الكرامة.. استعاد الكبرياء.. واستعاد العزة قبل استعادة الأرض.. فمن يشاهد المصريين يوم 5 أكتوبر أو حتى الساعة الواحدة ظهرًا يوم 6 أكتوبر يرى في عيونهم الأسى وعلى وجوهم الحزن وعلامات الانكسار، تبدل هذا الحال مع أول بيان للقوات المسلحة الشوارع امتلأت بصيحات «الله أكبر» وتبادل المصريون العناق وانطلقوا في كل مكان يبحثون كيف يساعدون الجنود على الجبهة يتوجهون إلى المستشفيات للتبرع بالدم وإلى مراكز التطوع في مقرات قوات الدفاع الشعبي يريدون التطوع لنيل شرف المشاركة في الحرب.. يساعدون رجال الشرطة في حماية الجبهة الداخلية يقدمون العون لهم الكل يريد تقديم الدعم والمساندة لمصر.. رجالًا.. نساء.. شبابًا.. فتيات حتى الأطفال.

وظهر في فترة الحرب معدن هذا الشعب العظيم وظهرت أخلاقهم الحقيقية وهى ما سماها الرئيس الراحل محمد أنور السادات بأنها روح أكتوبر التلاحم بين أبناء الشعب المصري كانت في أوج قمتها.. والتراحم كانت السمة المميزة لهم.. الانضباط في السلوك كان في قمته وأعتقد أن أقسام الشرطة لم تسجل أي حالات إخلال بالأمن طوال أيام الحرب وهى روح نريدها أن تعود الآن وما أحوجنا اليوم لها

فقد كان الشعب المصري كتلة واحدة.. لا حديث إلا عن ما يحدث على الجبهات.. الكل يتابع الأخبار من الإذاعة والتليفزيون المصري أو من الإذاعات الأجنبية.. وهى كانت مصادر المعلومات وقتها.. كنا ننتظر البيان تلو الآخر على أحر من الجمر.

فلأول مرة أرى أن الميت يستقبل بالزغاريد ويتلقى أهله التهاني بدلًا من العزاء، فقد كانت مواكب الشهداء أشبه بمواكب الأفراح، فقد كان أهل الشهيد يفتخرون أن ابنهم دفع حياته ثمنًا لمصر ولشعبها.. المهم لديهم هزيمة العدو الصهيوني الذي أوهمنا إعلامه بأنه القوة التي لا تقهر وأن عبور خط بارليف الذي وصفوه بأنه أكبر مانع ترابي في العالم أمر مستحيل وأن الشعب المصري لن يستطيع مواجهة هذه القوه المدعومة من الغرب أمريكا وأوروبا ولم يكن معنا وقتها إلا العرب حتى السوفيت كانوا يلعبون على الجناحين.

حطمنا كل هذه الأساطير وأرغمنا الكبار على الاعتراف بالهزيمة رغم محاولات البعض التشكيك في النصر، ورغم محاولات التشكيك في قدرتنا على عبور الصعاب، وعبرنا وحررنا أرضنا فقد أثبت الجندي المصري أنه خير أجناد الأرض.

جيلنا سعيد بأنه عاش هذه الأيام وتفاعل معها ورأى كيف تحول حال شعب في ليلة واحدة أنها ذكرى يجب أن نعلمها للأجيال التى لا تعرف شيئًا عن أعدائنا الحقيقيين، وعلى رأسهم الكيان الصهيوني الذي رد علينا ببث الفتنة بيننا ولعب على تمزيق الوحدة الوطنية وبث الفتن الطائفية، ودعم عصابات الإرهاب الأسود والتطرف لأنه علم ويعلم لو اتحد المصريون مع الشعوب العربية وقتها ستكون نهاية هذا الكيان السرطاني لا محالة.

تحية إلى شهداء مصر.. تحية إلى جيش مصر في يوم النصر.. تحية إلى كل من وقف معنا في هذه المرحلة.. وأتمنى من وزير التعليم أن يعلم الأطفال في المدارس الابتدائية ماذا تعنى روح أكتوبر وأخلاقها.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى