نون والقلم

مجدي حلمي يكتب: الهدف الاكتفاء الذاتي من القمح 

في مصر لا يوجد مستحيل.. إن أراد المصري أن يحقق هدفا محددا أمام ما سيحققه إذا تكاتف العلم مع الخبرة.. فمنذ شهور قليلة افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، عدة مشروعات زراعية وتوقفت أمام مشروع في محافظة أسيوط  وقال يومها رئيس الشركة إن فدان القمح في الأراضي المستصلحة بمعرفة الشركة ينتج 35 أردب. 

وأشاد الرئيس بالرقم وطالب بالعمل على تعميمه ومرت الشهور ولم يحدث متابعة لتوجيهات الرئيس وقتها كان هناك مشروع يعمل في صمت مع الفلاحين لزيادة إنتاجية الفدان من القمح.. المشروع استهدف صغار الفلاحين والتي تقل حيازتهم عن 10 أفدنة لزيادة إنتاجية القمح إلى الرقم الذي أعلنت عنه الشركة  في أسيوط. 

وهذا المشروع ويسمي «مشروع تعزيز الأعمال الزراعية في الريف المصري» يهدف إلى الوصول إلى مليون فلاح وتعليمهم طرق الزراعة الذكية والتعامل مع التغيرات المناخية لمضاعفه إنتاجية الفدان من القمح ومن أجل هذا درب المشروع 500 مزارع في 8 محافظات على طرق الزراعة الذكية والتعامل مع التغيرات المناخية وتعتمد هذه الطرق على زراعة القمح على مساطر التي توفر في التقاوي بنسبة 50 % كما توفر في ري الأرض وقت وسولار وتعتمد على السماد العضوي الذي يتم تحضيره في المنزل (فيمو كومبوست) جانب المبيدات المعتمدة من وزارة الزراعة واتباع إرشادات الزرعه وتوقيتاتها. 

وهذا المشروع نظم يومي الأربعاء والخميس ورشة عمل شارك فيها لأول مرة الصحفيين والإعلاميين بجانب شركاء المشروع وهم الجهة المنظمة والمنفذة للمشروع «الغذاء للمستقبل» والفلاحين والمزارعين الخبراء والقطاع الخاص  بجانب الحكومة ممثلة في وزارة الزراعة أي أركان التنمية الأربعة.  

وعرض علينا نماذج نجاح من المشروع وكيفية تم تحسين دخل 25 ألف فلاح استفادوا من المشروع الذي يعتمد على التوفير في تكلفه الإنتاج وزيادة الإنتاج بما يعني زيادة الأرباح معا.  

ففي صعيد مصر تعتمد زراعة القمح على الري بالغمر وعدم تسوية الأرض ينتج الفدان أقصى شيء 15 أردب قمح ولكن بالطريقة الجديدة ينتج ما بين 25 إلى 36 أردب كما حدث في بني سويف بجانب التقليل من المبيدات والتقاوي استهلاك المياه بنسبة تتراوح بين 30 إلى 50% بجانب وجود طرق للتخزين لا تفسد القمح مهما طالت مدة تخزينه. 

والمزارع الخبير عندما تحدث عن تجربته ونجاحها يتكلم بفخر ونفس الأمر  بالنسبة لمنتجي السماد العضوي الذي يعتمد على ديدان تتغدى على مخلفات المنازل لمدة زمنية معينة ويتم استخدام مخرجات هذه الديدان كسماد يرش  على الأرض وهذا السماد يسهل تحضيره في المنزل من السيدات والرجال لأنه لايحتاج إلى مساحة كبيرة. 

هذا المشروع يتفق مع السياسة العامة للدولة والتي تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح وهذا لا يأتي إلا بزيادة إنتاجية الفدان من القمح بأقل التكاليف كما تم تنفيذه في المحافظات المستتهدفة وهو ما يجب علينا أن نناشد مزارعي القمح أن يبادروا للمشاركة في المشروع الذي يوجد به هيئة استشارية من خيرة استاذة الزراعة في الجامعات والمعاهد البحثية المصرية يقدمون المشورة مجانا  للفلاحين ويعملون ليلا ونهار ويبقى على وزارة الزراعة أن تحرك الجمعيات الزراعية وتزودها بأدوات تسطير الأرض وأدوات حصد المحصول بأسعار أقل من مثيلاتها في القطاع الخاص.  

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا 

  

    t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

زر الذهاب إلى الأعلى