نون والقلم

مجدي حلمي يكتب: المسمار الأخير في نعش الإرهاب

الانزعاج الذي أصاب تركيا وإيران من إعلان الإدارة الأمريكية بأنها تدرس إدراج جماعة الإخوان المسلمين ضمن الجماعات الإرهابية وتنديدها منذ أيام بقرار الحكومة النمساوية بحظر شعار الإخوان وتنتقد كل دولة تدين الجماعة الإرهابية يوضح أن الدولة التركية أصبح رسميا تحت حكم الجماعة الإرهابية كما يفضح العلاقة بينها وبين إيران والتنسيق الذي كان في ذروته عندما تم تهريب أعضاء حزب الله المحبوسين في مصر يوم 28 يناير 2011 مع قيادات الجماعة وفوجئنا بوجودهم في لبنان.

أخبار ذات صلة

وكل محاولات بعض السياسيين والمحللين وبعض السياسيين الأتراك وخاصة أحزاب المعارضة وللأسف الأحزاب العلمانية نفى هذه العلاقة بين النظام التركي وجماعة الإخوان إلا أن كل الشواهد والأدلة تؤكد أن من يحكم تركيا هم مجموعة من عصابة الإخوان الدولية برئاسة زعيم العصابة طيب رجب اردوجان وان مصلحة الجماعة فوق مصلحة الشعب التركي كله.

وتجرى محاولات للضغط على الإدارة الأمريكية وبعض أعضاء مجلسي النواب والشيوخ من الديمقراطيين لتعطيل القرار وهو قرار متأخر وكان من المقرر أن يصدر منذ عامين إلا أن لوبي الإخوان وتركيا داخل أروقة الحكم في الولايات المتحدة عطل صدوره طوال هذه الفترة إلا أن الجانب الذي يرى أنها جماعة إرهابية لديه الآن من الأدلة والبراهين ما يجعل حجته قوية في مواجهة الرافضين.

ولان القرار سوف يضرب أكبر مؤسسة أخوانيه في الولايات المتحدة في مقتل وهو مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية «كير» ومعه عشرات المؤسسات الإخوانية المنتشرة في اغلب الولايات الأمريكية كما سيكشف حجم الأموال الإخوانية وعلاقة الجماعة بحزب الله وإيران والقاعدة وداعش والجماعة الإسلامية وجماعة أنصار الشريعة في العالم كله،

وبدأت قيادات الجماعة الموجودة في الولايات المتحدة في مغادرتها إلى تركيا وباكستان وماليزيا خصوصا مع الأنباء المتداولة أن المخابرات القطرية سلمت جهاز مخابرات غربي ألاف الوثائق حول تنظيم الإخوان ونقاط تمركزه فى اوروبا وعلاقته بالتنظيمات الإرهابية الأخرى والتمويل الذي تلقاه ومصادره واشترطت المخابرات القطرية انه فى حالة الانفصال بين النظام القطري وبين الجماعة ألا يؤثر هذا الانفصال على أمنها القومي أي تضمن الدول الغربية ألا يحدث انقلاب داخلي.

وتأتى هذه المعلومات مع إعلان دولة الكويت عن قرب انتهاء الأزمة الخليجية بين قطر والسعودية والإمارات والبحرين ومصر، كما تزامن مع إعلان المتحدث باسم حكومة الوفاق في ليبيا رسميا أن السراج طالب بدعم ومسانده تركيا فقط في حربها ضد حفتر وهو أول اعتراف رسمي بدعم تركيا للإرهاب في ليبيا.

فإن صحت هذه المعلومات فإن الجماعة والإرهاب سوف يخسر أكبر داعم له ولكن قطر تخشى رد فعل تركيا لأنه يوجد على أراضيها آلاف الجنود الأتراك الذين يمكن أن يحتلوا هذا البلد الصغير في ساعات قليله جداً لذا أن تطلب قطر من الدولة الغربية حماية أمنها القومي في حالة الانفصال عن جماعة الإخوان.

ونتمنى أن تكون هذه المعلومات صحيحة وان يعود النظام القطري إلى رشده، وان يعي الدرس بأن دعم هذه الجماعات مثل من يربى ثعابين داخل منزله فعندما تخرج أسنانها تلدغ من يربيها وهو ما حذرنا منه كثيرا الأشقاء في قطر، وقلنا أن جماعة الإخوان جماعة لا عهد لها، وتجربتنا في مصر خير دليل على أن منهجها نقض العهود.

فالقرار الأمريكي إن صدر فسوف يؤدى إلى عزل الجماعة دوليا وكذلك تركيا التي سوف تطولها العقوبات لأنها تحمى الآلاف من قيادات الجماعة من مختلف دول العالم بجانب مئات الآلاف من شباب الجماعة وفى حالة شمول القرار هذه الشخصيات فلن تستطيع تركيا حمايتهم لأن الحصار سوف يطولها فورا.

ومن النتائج السريعة التي ستترتب على هذا القرار انتهاء الصراع في ليبيا وسوريا واليمن وإرغام حماس على المصالحة والتخلي عن عنادها الذي افشل كل المحاولات السابقة.

نتمنى أن يصدر القرار وان ينجح الجناح المؤيد له في تمريره حتى يعود الاستقرار إلى المنطقة ونتفرغ للبناء والتنمية وتكريس الديمقراطية قولاً وفعلاً، ويكون القرار المسمار الأخير لنعش الإرهاب.

 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى