نون والقلم

مجدي حلمي يكتب: العنف في الدراما يصنع الإرهاب

أخيراً تكلم فنان عن العنف المتزايد في الدراما الرمضانية هذا العام.. خرجت الفنانة رانيا فريد شوقي ابنة ملك الشاشة تتحدث عن كمية العنف الرهيبة التي شهدتها مسلسلات رمضان.. وهو ما كنت تحدثت عنه قبل الموسم وكانت هناك أمنية لي أن نشهد موسما دراميا خاليا من العنف والخمر والسجائر.

والغريب في هذا الموسم ورغم كمية العنف إلا أننا لم نجد أحدا تم حسابه على ما قام به من جرائم فمسلسل موسى يرسخ لمفهوم الثأر ولا يوجد دور للشرطة في وقف حمامات الدم التي شهدها المسلسل. وفي النهاية بدلا من مد يد القانون على البطل قام من يريد الثأر بالانتقام بنفسه. ولم يحاسبه أحد رغم أن البوليس المصري في الفترة التاريخية التي جرت فيها أحداث المسلسل. كان قويا وقادرا على الوصول إلى المجرمين وتجار المخدرات. ولو راجع المؤلف إنجازات البوليس المصري في هذه الفترة لكان غير من سير الأحداث.

أما مسلسل ملوك الجدعنة لم نشاهد للشرطة أي دور رغم أنه يدور حول مافيا تهريب مخدرات وسلاح وألماس. والقتل كان بلا رقيب وحسيب حتى المشهد في الحلقة الأخيرة قتل فيه العشرات من رجال هذه العصابات ولم نر تدخلا للشرطة.. والقتل فيه أصبح مثل «قزقزة اللب».

ونفس الأمر لمسلسل نسل الأغراب الذي لم أصدق قصته من الأصل ولا تمت للواقع الصعيدي بصلة إلا أن كمية العنف فيه لا يوجد في الحقيقة مثلها في الواقع. ونفس الأمر في أغلب المسلسلات فهي كانت تحمل رسالة واحدة وهي تكريس العنف بين المصريين وخاصة الأطفال لأنها كانت موجهة كلها لفئة 12 سنة.

وعندما قالت الفنانة رانيا فريد شوقي إن العنف في الدراما أخطر من الإرهاب فهي صادقة لأن العنف عندما يقع من أبطال محبوبين لدى الأطفال والشباب ويعتبرونهم قدوة يجعلهم يمارسونه بحرية وهي صرخة من فنانة ومن أسرة فنية عريقة.

يجب على القائمين على الإنتاج تكريس مفهوم سيادة القانون في كل أعمالهم مثلما حدث في مسلسل الطاووس الذي كانت كلمة القضاء هي الفيصل وأن من ارتكب جريمة سوف يعاقب من الدولة ممثلة في السلطه التنفيذية والسلطة القضائية وليس من أي طرف آخر.

أما عرضه مسلسل الاختيار 2 وهو رصد المعارك التي خاضتها الشرطة المصرية  وقواتها مع الأجهزة الأمنية الأخرى والجيش في التصدي لإرهاب جماعات كانت تريد دمار هذه الأمة ورغم كميات العنف التي مارستها هذه الجماعات ضد مصر والمصريين إلا أن المسلسل وثقها بالتصوير الحقيقي لأغلب الوقائع التي صورها  واستخدمها المخرج استخداما رائعا في سياق عمل درامي ممتع.

فهذا المسلسل قدم لنا معلومات كانت غائبة عنا. ولم نكن نعرفها وقت حدوثها  فهو ليس عملا دراميا . ولكن «الاختيار 1 والاختيار 2» هما عملان لتوثيق فترة صعبة عشناها وشهدناها. وكلنا رأينا هذه الأحداث تقع أمام أعيننا. فتحية لصناع هذا المسلسل وتحية لأبطاله وكل من شارك فيه. فهو مسلسل سوف يعيش قرونا قادمة وستراه الأجيال القادمة. حتى تعرف ما كان يحدث في مصر فى السنوات الكبيسة التي مرت بها بلادهم.

أتمنى أن يأتي رمضان القادم نجد دراما خالية من العنف والخمر والمخدرات. نرى أعمالا درامية تتناول مشاكل حياتنا مثل خلي بالك من زيزي. ومسلسلات دمها خفيف مثل «نجيب ناجى زركش» أو أعمالا تجعلنا نبتسم مثل «فارس بلا جواز».. نريد أعمالا تخفف عنا وطأة أثقال الحياة.. تجعلنا نبتسم تعطينا طاقة إيجابية لنواجه ما هو قادم.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

–  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة  الأخبار أهم العربية والدولية 

زر الذهاب إلى الأعلى