إصرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن يظهر للعلن ولأنصاره انه يريد إعادة الخلافة العثمانية وأن يعيد أمجاد تركيا ويريد توحيد المسلمين حتى لو فيها إهدار لكل طاقات وإمكانيات تركيا ودول الجوار كلها.. وفى كل مرة يخوض تجربة حتى يثبت أنه شخص مستقل ولكنه يصاب بالفشل، وهذه المرة دخل حرباً بإرادته ولم يفرضها احد عليه ضد الأكراد في شمال سوريا وهى مغامرة سوف يدفع ثمنها الشعب التركي وحلفاؤه.
فالحقيقة إن أردوغان مجرد دمية في يد اللوبي الصهيوني فهو ينفذ خطتهم بحذافيرها رغم الجعجعة التي يطلقها علينا كل يوم من خلال تصريحات نارية ضد كل الناس إلا اللوبي الصهيوني فهو نعامة أمامه.. فهو ملك الشعارات الرنانة.
فالعدوان التركي على ارض عربية ودولة ذات سيادة تم بدعم من اللوبي الصهيوني وبموافقة أمريكية ودعم قطري وصمت إيراني روسي وتخاذل من أطراف سورية تسمى نفسها فصائل المقاومة وهى في الحقيقة مجموعات من المرتزقة والإرهابيين.
وسوف يتكشف لنا مع الأيام القادمة تفاصيل الاتفاق الذي تم وينص علي تحويل مناطق الأكراد إلى دويلة تجمع كل التنظيمات الإرهابية المتطرفة من جماعة الإخوان الإرهابية وحتى الجماعات الصغيرة المنتشرة في هذه المنطقة حتى تكون نقطة الانطلاق لتنفيذ المخطط الأكبر ويقضي بتقسيم المنطقة إلى 3 دول الأولى يهودية وهى دولة الكيان الصهيوني، والثانية دولة سنية بزعامة العميل أردوغان والثالثة شيعية بزعامة نظام الملالي في إيران.. وهو ما يفسر صمت حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد على العدوان التركي على سيادة دولة حليفة وأقصد هنا إيران وروسيا وحزب الله.
وكان مخططا له أن تقام هذه الدويلة في سيناء وفشلت بسبب ثورة 30 يونيو العظيمة وفشلت في ليبيا بعد أن تم حصار الجماعات الموالية لتركيا في طرابلس ومصراتة وفشلت في قلب سوريا بسبب صمود النظام السوري.. وجن جنون هؤلاء جميعا بعدما فشلت كل محاولاتهم في التقدم خطوة واحدة في هذه المناطق فلم يكن هناك أمام هذا المصاب بجنون العظمة إلا أن يخلق عدوا حتى يحقق الخطة المكلف بتنفيذها فكان له ما أراد في الأكراد والعداوة التاريخية بين حزب العمال الكردستاني والدولة التركية حتى يحتل جزءا من الأرض السورية التي انتصرت على تنظيم داعش في هذه المنطقة وهو التنظيم الذي كان الداعم الأكبر له، فأردوغان هو الذي ادخل أكثر من 30 ألف عنصر متطرف إلى الأراضي السورية، في ظل حالة الفوضى التي ضربت البلاد تحت زعم دعم الثورة السورية.
فالعدوان التركي على سوريا بداية لسلسلة من الحروب التي ستمتد إلى مناطق أخرى خاصة في شمال العراق التي يتواجد فيها أكراد وسوف يتم إثارة القلاقل فى بقية الدول وتحرش أردوغان بالسعودية والإمارات دليل على انه عميل صهيوني بامتياز.
فالأطراف الثلاثة يريدون إعادة رسم الخريطة في المنطقة والكل يريد أن يكون له مناطق نفوذ وسيطرة وللأسف هناك من الدول العربية من يدعم هذا المخطط بل يعمل على تشتيت جهود الرافضين له وهناك من يرى ويصمت ويشاهد ويعتقد أن الشر لن يطاله.
فالخطة موجودة قد يتعطل التنفيذ ولكنها قائمة لم يعلنوا بعد موتها أو التخلي عنها.
طالما يوجد هناك أشخاص مثل أردوغان مهووسون بالعظمة والسلطة سوف يكون الشعب التركي الضحية الأولى لأطماع هذا الرجل وأمثاله من عملاء اللوبي الصهيوني.. فالكلام والإدانة لن تفيد مع ما يحدث الآن، ولكن نحتاج إلى أفعال لكي نوقف هذا المخطط الجهنمي وفضح عرائس الماريونيت المشاركين فيه.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا