نون والقلم

مجدي حلمي يكتب: العالم و حقوق الإنسان

احتفل العالم يوم 10 ديسمبر باليوم العالمي لحقوق الإنسان وهو اليوم الذي تم الإعلان فيه عن أول وثيقة شاملة  لحقوق الناس في العالم وهى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

ويعد الإعلان نقطة تحول في تاريخ البشرية الحديث  ونقل العالم من مرحلة الحروب والاستعباد والاستعمار إلى مرحلة السلام العالمي والتحرر الوطني والحرية والإعلاء من قيم الحوار والتسامح والمساواة بين بني البشر، حيث ساوى بينهم في كافة أنواع الحقوق وأصبح الإعلان اليوم قيمة قانونية موجودة في  دساتير العالم المكتوبة تحتذي بها الدول في تنظيم الحريات والواجبات  لشعوبها ومصدرا أساسيا للتشريع.

وبعد مرور السنوات وتحرر الشعوب من الاستعمار  تفرع عن الإعلان  مجموعة من الاتفاقيات التي تنظم ممارسة الحريات  وتمكن بني البشر من التمتع بحقوقهم  وترفع من القيم الأخلاقية والقانونية وتدعم ثقافة الحوار.

وتأتى الذكرى الواحدة والسبعون للإعلان العالمي لحقوق الإنسان بعد أيام قليلة من  خضوع مصر للمرة الثالثة لآلية الاستعراض الدوري الشامل في المجلس الدولي لحقوق الإنسان وما نتج عنه من توصيات تتدارسها الحكومة المصرية لتعلن ما ستقبله منها وما سترفضه وما ستأخذ به علما.

والتوصيات المقدمة للحكومة كانت نتيجة الدور المهم الذي قامت به الوفود الممثلة للحكومة وللمجالس الوطنية ومنظمات حقوق الإنسان الوطنية التي شاركت  في مرحلة الاستعراض.

فيوجد أكثر من 100 توصية يمكن تنفيذها بسلسلة من القرارات والقوانين الحكومية بصورة عاجلة  وإبلاغ الترويكا  بتنفيذها فورا  مما سيؤدى إلى خفض العدد الموجود كما يوجد عدد مماثل داعم للجهود المبذولة في مجال تحسين حالة حقوق الإنسان في مصر.

والتوصيات  تتطلب  من الحكومة أن تبدأ فورا في إجراء حوار حقيقي بين الحكومة ومنظمات حقوق الإنسان الوطنية حول الأولويات التي يجب تنفيذها في المرحلة القادمة  على ضوء التوجه الجديد لدى الدولة تجاه هذه المنظمات بعد إقرار قانون الجمعيات الأهلية الذي لبى أغلب المطالب التي تقدموا بها مع سرعة إصدار اللائحة التنفيذية للقانون وتسهيل عملية توفيق الأوضاع  للجمعيات القائمة بما يحقق مزيدا من الانفتاح  مع  شريك أساسي في عملية التنمية  في مصر.

فقضية حقوق الإنسان لم تعد نوعا من الرفاهية بل هي أساس تقدم أي شعب وأساس شرعية أي حكومة، كما أنها قاعدة أساسية في التعاون الدولي وفى جذب الاستثمارات الأجنبية  للدولة، كما تعمل على ترقية القيم الأخلاقية للشعوب لأنها  تهدف إلى حسم النزاعات بالحوار وليس بالعنف.

فحقوق الإنسان هي أنجح سلاح لدحر وفضح الإرهاب والإرهابيين ودعاة العنف  وممولي  الجماعات الإرهابية  وتكشف زيف كل من يستخدمها أداة  للتنكيل بالناس من جماعات وعصابات الإرهاب التي تسمى نفسها معارضة سياسية.

ففي كل عام يحتفل العالم بهذه الذكرى ولكن الكل يتذكر أن هناك شعبا في العالم أرضه محتلة ويتم التنكيل به يوميا على مدار الساعة وسط  صمت مطبق  من الدول التي تدعى أنها حامية الحريات، فالقضية الفلسطينية ستظل هي نقطة الضعف الوحيدة في هذا الملف، فإن أراد المجتمع الدولي أن يجعل ثقافة حقوق الإنسان  تنتشر في ربوع الأرض فعليه حل القضية الفلسطينية  فورا.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
  tF اشترك في حسابنا على فيسبوك  وتويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى