مجدي حلمي يكتب: الرقمنة الفاشلة والتأمين الصحي
الحكومة لها سنوات تتحدث حول التحول إلى الرقمنة في الخدمات التي تقدمها.. وهو أمر جيد، لكن الحقيقة رقمنة الحكومة مجرد شعارات أموال صرفت على مواقع للخدمات للمظهر فقط لا غير وليس لها فاعلية.
أقول هذا عن تجربة مررت بها الأسبوع الماضي مع هيئة التأمين الصحي.. ولأنني من أصحاب المعاشات أبلغوني أنني يمكن أن استفيد من التأمين في علاج الأسنان.. وقررت خوض التجربة وكانت المأساة.
وطلب مني أن أحجز عبر الموقع المخصص لهيئة التأمين الصحي وبعد إدخال كل البيانات المطلوبة واخترت الموعد الذي يناسبني وكان من الساعة 2 إلى الساعة 3 عصرا واخترت استشاري كما هو موضح في القائمة وأحلني الموقع إلى عيادة أحمد عرابي للتأمين الصحي بالمهندسين.
ولأنني حسن النية ذهبت قبل الموعد بنصف ساعة وعندما ذهب كانت الصدمة الأولى، حيث قال لي الموظف الموجود في عيادة الأسنان «تعالي الساعة 4» قلت له أنا حددت الموعد من الساعة 2 إلى 3 قال لي متصدقش الموقع نحن نعمل فترتين الأولى من الساعة 9 إلى 12 ومن 4 إلى 8 وطلب أن انتظر حتى يأتي الوقت.. ثم أبلغني أن أذهب إلى غرفة رقم 17 لكي أختم البطاقة.
وذهبت إلى الغرفة لم أجد أحد فيها مكاتب خالية فقط وعندما سألت عن الموظفين لم أجد رد إلا أن منتفع أخبرني إن أردت أن تختم البطاقة أنزل إلى الدور الأول تختمها في مكتب الاستعلامات وبالفعل نزلت إلى الدور الأول وقدمت البطاقة وتم ختمها بعد تحصيل 5 جنيهات، وصعدت مرة أخرى وأبلغني الموظف الموجود بالعيادة قال لي اجمع البطاقات وعندما تأتي الممرضة الساعة 4 قدمها لها.
وبعد الانتظار لمدة ساعتين ونصف حضر الطبيب وكان أخصائي وليس استشاري ولم تحضر الممرضة وبقينا نصف ساعة أخرى ننتظر الممرضة وعندما أحس الطبيب أنها تأخرت قرر أن يقوم هو بعملها كي ينهي الحالات وعندما حضرت كان الدور قد حل عليا.
وعندما نظرت إلى البطاقة كانت المفاجئة لي وبكل ضيق قالت لي أنت تبع عيادة الهرم وليس أحمد عرابي فأخبرتها أن الموقع الإلكتروني للهيئة هو الذي أحالني إلى هنا وقالت اذهب إلى المدير كي يستثنيك فذهبت إلى المدير الذي كان يجتمع مع العاملين بالهيئة ويوقع أوراق، وعندما أخبرته بالموضوع قال لي كلام الممرضة صحيح اذهب إلى عيادة الهرم وأبلغهم بما حدث فقلت له سوف استشهد بك على ما حدث.
الرقمنة كما نعرفها هي توفير للوقت وتمنع التلاعب وتسهل عملية تقديم الخدمة، لكن رقمنة التأمين الصحي العكس تماما والموقع الخاص به مثل كل مواقع الحكومة والمحافظات بدائي فمن المسئول عن إهدار المال العام في هذا الموقع وباقي المواقع الحكومية أم أن رقمنة الحكومة ديكور للتفاخر وليس لخدمة الناس وخاصة كبار السن من أمثالي.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية