اخترنا لكنون والقلم

مجدي حلمي يكتب: الاختيار.. ملحمة وطنية جديدة

لم أشهد إجماعا شعبيا وخاصة في أوساط الشباب على عمل درامي منذ سنوات طويلة مثل ما شاهدته حول مسلسل «الاختيار »قصة الشهيد المنسي.. فهذا المسلسل أشبه باجتماعنا حول مسلسل دموع في عيون وقحة للفنان عادل إمام أو مسلسل رأفت الهجان للفنان محمود عبد العزيز والقاسم المشترك بين الأعمال الفنية الثلاثة أنها جسدت شخصيات وطنية حقيقية عاشت بيننا ويأتي المسلسل بعد إنتاج فيلم مميز مثل فيلم الممر الذي سجل لحظة من أمجد لحظات الانتصار للقوات المسلحة في حرب الاستنزاف.

مسلسل الاختيار جاءت قيمته من قصة حقيقية لشهيد من شهداء مصر في محاربة الإرهاب ومن أجل هذا التف حولها الشباب الذي كان ينقصه قدوة حقيقية ومثال حي لمقاتل مصري قدم حياته بدون أي تردد لحماية بلاده من عصابات الإرهاب الأسود.

فمسلسل الاختيار يعد حتى الآن ملحمة وطنية هزت الإرهابيين ومموليهم قبل اجتماع الأسرة المصرية بكافة أعمارها حوله تستمتع بأداء ممثليه الذين جسدوا شخصيات فدت الأرض والعرض بحياتها وأحبت الروح الوطنية لدى الشباب المصري وأصبح الجميع يتحدث عن العمل الفني وما به من أحداث.

والأهم أن بمجرد عرض المسلسل أصيبت التنظيمات الإرهابية بحالة هستيرية وعلى رأسهم جماعة الإخوان التي بادرت بالهجوم على العمل من الحلقة الأولى وكشفت علاقتها الوطيدة بالإرهاب في سيناء وبالإرهاب في ليبيا وسوريا.

فحالة الخوف وانهيار ما تبقى لهم من ناس تعتقد أنهم جماعة مظلومة تتصرف بلا وعى وكل من يتحدث منهم يقدم دليلا جديدا على ارتباط الجماعة بالتنظيمات الإرهابية في مختلف دول العالم حتى ممولي الإرهاب من دول ومنظمات هاجمت المسلسل رغم أنه حتى الآن أشار إليهم إشارات عابرة لأنهم يعلمون أنه سوف يفضحهم أمام شعوبهم ومموليهم من أصحاب النوايا الحسنة.

فهذا المسلسل قدم لنا حقيقة ما يحدث على أرض الفيروز وسجل بطولات كنا في أحوج أن نعرف ماذا يدور هناك ومن هؤلاء الذين يهاجون جنودنا وقياداتهم في جنح الظلام ومن أين أتو وكيف وصلوا إلى هناك؟ وهى أسئلة أجاب عنها عمل درامي مصنوع بحرفية عالية وشارك فيه جمع من أبطال الفن الدرامي في مصر.

الصدق في الأداء والصدق في الرواية والصدق في المعلومات جعل الكل يصدق الأحداث بل يقتنع بها حتى من كانوا في منطقة مظلمة أو من نسميهم حزب الكنبة تخلوا عن سلبيتهم وأصبحوا أول من يتصدون للجان الإخوان الإلكترونية في كل منصات التواصل الاجتماعي.

فالدراما أسرع وسيلة تنقل الرسالة إلى الناس وقبلنا استخدمت الولايات المتحدة هذا السلاح وروجت للعالم كله أن القوة الأمريكية هي الغاشمة في العالم وأن الجندي الأمريكي كفيل بهزيمة جيش من البشر وصدق العالم هذه الراوية وتوارثتها الأجيال وحاول النظام التركي استخدام هذه الوسيلة فاستعاد التاريخ وزوره حتى يثيب للعالم أن نظامهم قوى.

فاستخدام الدراما في نشر المعلومات وتحفيز المجتمع وجعله يلتف حول الدولة أمر مشروع مهما كلف من أموال لأن العائد أكبر من العائد المالي، فالذي أراه في عيون الشباب وهم يتحدثون عن الشهيد المنسي ورفاقه والالتفاف حول العمل والتصدي بكل قوة لأي شخص يهاجم مصر وجيشها أهم من تكاليف العمل الذي يعد المسلسل رقم 1 في مصر.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

    t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى